المقالات والبحوث

♦️ المبعث والتغيير الإجتماعي ✍️ الشيخ عماد مجوت

♦️ المبعث والتغيير الإجتماعي  ✍️ الشيخ عماد مجوت
المصدر: واحة - وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف

♦️ المبعث والتغيير الإجتماعي

 

✍️ الشيخ عماد مجوت

 

    التغيير الاجتماعي ظاهرة تكوينية، تأخذ طابع السنة التكوينية في مسار الحركة الإنسانية، لتشكل موضوعة الاهتمام بالتغير الجمعي الذي سعى إليه المصلحون على مر العصور، فتلمسوا عوامل الخصوبة في الانتقالات النوعية، ومراكز الشد الجمعي مما يؤثر بالمجموع بما هو مجموع، حتى يتشكل عقل جمعي، من ناحية المسار والأهداف. 

 

#ولم يكن القرآن الكريم بمعزل عن توجيه تلك الحركة وما يسهم في مراسها الذي يهيء مقاصد البعثة النبوية من التزكية والتعليم، فكان له يد السبق في إحيائها بالبعثة النبوية الشريفة وإيجاد الأسس النقية لها، لتقع بالجانب الأخلاقي والنفسي المقابل لكل توجيه جمعي للمراس الذي قد يؤديه المجتمع بغياب وعي، أو سلب إرادة، أو متابعة لعصبية وهوى .

 

# ولقد أسهم المبعث النبوي الشريف على صاحبه (أفضل الصلاة والسلام وآله) في إحداث نقلة نوعية في التغيير المناخي للنفس المجتمعية؛ من خلال بلورة منتج إنساني يحاكي حقيقة الإنسان، ووجدانه التي تنبض بها ذاته، ليخرجها من الإختباء خلف الجسد والاشتغال بخدمته، وليطوعه في خدمتها فصارت النفس سيدا يخاطب من قبل السماء وتأمل في الارتقاء إلى مصاف الملائكة والقرب منه تعالى، وأن تسكن جنان الخلد وطيب الذكر.

 

 #ولم يكن ذلك ليكون إلا من خلال خطوات منظمة تشكل ظاهرة للانتقال، وحصانة للثبات, وعدم التأثر بالحركات النقلية التي ربما تؤثر على روح البناء الاجتماعي بالخصوص القائم على نقاء الأهداف والسبل .

 #وهذه الخطوات وإن لم تكن بصورة منصوصة ترتبا مرحليا، ومنهجيا بحيث يمكن الوقوف عليها كمنظومة تنظر لذلك، إلا إن معالمها مما لا يخفى على المتتبع المتدبر في منهج الكتاب العزيز والمبعوث به(صلى الله عليه وآله وسلم) ، فهي منظومة استقرائية ذات آثار واقعية أسست لأعظم كيان مجتمعي سار كعضو واحد يتحرك بحركة جمعية.« يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِه وَ لا تَمُوتُنَّ إِلاّ وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ، وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَميعاً وَ لا تَفَرَّقُوا ».

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار