المقالات والبحوث

♦️ القرآن وثقافة الثقة بالنفس ✍️ الشيخ عماد مجوت

♦️ القرآن وثقافة الثقة بالنفس  ✍️ الشيخ عماد مجوت
المصدر: واحة - وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

 ♦️ القرآن وثقافة الثقة بالنفس

 

✍️ الشيخ عماد مجوت

 

    كثيراً ما نتعامل مع الأشياء ببراءة بعيداً عن نظرية المؤامرة والاستهداف وما شابه ، ولكن الواقع قد يكون كذلك ونحن على تلك البراءة.

 

#العاقل لا بد أن يتعامل بشيء من الريبة والشك مع أطروحات العلمنة والعولمة والوطنية والمدنية تجاه ما يرتبط بالدين وسلوكيات المؤمنين ، خصوصاً إذا كانت هادفة وبناءة.

 

#وليس ذلك انتصارا لجهة سياسية أو توجه ديني مخصوص بقدر ما هو واقع يجب أن نتعامل معه بعد طرح أدوات الحرب الناعمة بقوة في العالم المعاصر.

 

#وواحدة من المفردات التي ينبغي أن يراودنا الشك تجاهها مسألة إغراق الناس عموماً والشباب خصوصا بمسألة التذمر والاعتراض وعدم القناعة، والتشبع بالسلبية، بل يمكن أن يتلمس أي واحد منا ذلك بسهولة عندما يقرأ تعليقات المتابعين لأكثر المدونين ، فإنك تجد المدون دائما ما يطرح قضايا يصورها لمتابعيه نهاية المأساة وهم بالتبع يعلقون على ذلك كأنه واقع الحياة الذي لا مهرب منه فتجد مثلا ( آه على أيام زمان ، لأن راح صكارهم ، بسم الدين باكونا، بلد تعبان، كلهم تبعية، بلد تايه، آه لو يرجع ساعة).

 

#لا يمكن بحال أن يكون المدون (الذي يغلب عليه أنه يعيش في بلد آخر أو حياة تامة الخدمات فيها) أن يكون عفويا، بل مجرد استقراء لعينات قليلة مع متابعيه تخرج بقناعة أنه بعلم أم بدونه هو حلقة من حلقات الحرب الناعمة التي تهدف إلى إشباع الناس بالسلبية، والنقمة الدائمة ، وإلا كيف نفسر الاعتراض على الإحتفال بتكليف الفتيات ، أو قراءة نشيد ( سلام يا مهدي) أو الدورات الصيفية أو المجالس الحسينية ؟. بل كل شيء يطرح وله علاقة بالدين.

 

#ومن هنا أشار القرآن الكريم إلى ضرورة أن يعتز المؤمنون بما هم عليه، ونبههم إلى استشعار العزة والكرامة ، وجعل ذلك الاستشعار من علامات إيمانهم ، كما في قوله تعالى: ﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾ [آل عمران: ١٣٩]. #بل بشرهم تعالى بأن يد الرعاية الإلهية معهم مع ذلك الاعتزاز بما هم عليه كما في قوله تعالى: ﴿فَلا تَهِنوا وَتَدعوا إِلَى السَّلمِ وَأَنتُمُ الأَعلَونَ وَاللَّهُ مَعَكُم وَلَن يَتِرَكُم أَعمالَكُم﴾ [محمد: ٣٥] .

 

#فهناك فرق بين أن تجد اعتراضاً على سياسة اقتصادية أو إدارية وبين أن يكون الاعتراض ثقافة تهدم دين الناس وثقافتهم، ففرق بين أن تعترض على عدم الخدمات التي هي وظيفة تلزم بها الدولة وبين أن تعترض على قراءة الاطفال لنشيد يربطهم بإمام زمانهم لأن شوارعهم غير مبلطة !!  

 

#وهناك فرق بين أن تعترض على سرقة شخصيات سياسية ولو باسم الدين وبين أن تعترض على من يقف بوجه مطرب لا تلتقي بذمه الشفتان لأنك تعتبره أفضل ممن يسرق باسم الدين!! 

#لا يمكن لعاقل أن يمر على جميع ذلك من دون أن ينظر إليك بريبة أنك إذا لم تكن جزء من الحرب الناعمة ضد الدين فأنت مشارك من دون شعور.

 

#نعم لا يساوى في ذلك بين المخلصين الواعين الدعاة إلى التغيير لما هو أفضل وبين المتذمرين الغالب عليهم ثقافة التوهين والانتقاص بعبارات النهظة والتغيير ؛ فليس من طلب الحق فأخطاه كمن طلب الباطل فأدركه .

 

#نحن مدعون لنشر ثقافة الثقة بالنفس في ما يتعلق بديننا وثقافتنا ، وشكر الله تعالى لنعمة أهل البيت عليهم السلام ، والمرجعية ، والحشد ، فضلاً عن نعمه تعالى التي لا تعد ولا تحصى. ولا نبرر بذلك أن نسكت على أخطاء السياسين أو حتى بعض الطرح الديني المخصوص باصحابه ، وإنما الحكمة تقضي بوضع الأشياء في مواضعها .

 

#نعم مسؤولية أهل العلم والعقل أن يكونوا مع الناس للاعتزاز بدينهم وهويتهم وثقافتهم، ولا يكونوا ضحية المقاطع المضحكة او مقالات الحداثة، وصيحات التجديد ، لأنها من صميم وظيفتهم، كما قال مولانا الصادق عليه السلام: ﴿علماء شيعتنا مرابطون بالثغر الذي يلي إبليس وعفاريته، يمنعونهم عن الخروج على ضعفاء شيعتنا، وعن أن يتسلط عليهم إبليس وشيعته النواصب، ألا فمن انتصب لذلك من شيعتنا كان أفضل ممن جاهد الروم والترك والخزر ألف ألف مرة لأنه يدفع عن أديان محبينا، وذلك يدفع عن أبدانهم﴾.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار