السيد هادي المدرسي: ثورة الإمام الحسين(ع) مفصل من مفاصل الحياة

إن الحديث عن الماضي إنما هو لفهم الحاضر والانطلاق إلى المستقبل وخاصة بما يرتبط بهذه الأمة، فإنها اليوم تحدث تأثير ما جرى وما سبق عليها في ماضيها، فجيع الخلل الموجودة الآن هي نتاج الماضي ونقاط قوتنا وضعفنا من ماضينا، فمن أراد إصلاح الخلل في حياته عليه بإصلاح أمراً يرتبط برؤيته عن الماضي، كتوارث الأمراض والعلل فكذلك الأمم قد تتوارث أنواع الخلل من دون معرفة الخلل في تاريخ الأمة ومن دون معرفة كيف يكون العلاج.

حيث قال السيد هادي المدرسي أن ثورة الإمام الحسين (ع) مفصل من مفاصل الحياة، كما أنها كشفت عن كثير من الخلل القائم في حياة الأمة، فلا يمكننا تبديل أو تغيير أو تبديل هذا الخلل.

وأضاف آية الله المدرسي أن نهضة الإمام الحسين (ع) ترتبط بثلاثة فصول كشفت هذا الفصول عن كثير من سنن الباري في الحياة والخلل والضعف في حياة الأمة وهي:

الفصل الأول: يبدأ من بداية حياة الإمام (ع) إلى بداية حياته في المدينة المنورة ورفضه لبيعة يزيد ثم هجرته إلى الكوفة ثم استشهاده في كربلاء.

الفصل الثاني: يبدأ من بداية المعركة إلى نهايتها في يوم عاشوراء.

الفصل الثالث: يتحدث عما جرى بعد استشهاد الإمام الحسين(ع).

كما أشار السيد المدرسي إلى أن الكفار كانوا يمنعون الناس من الحديث واللقاء والاستماع لحديث الرسول (ص) حتى اضطر المسلمون إلى الاجتماع سراً في بيت دراس الأرقم بن الأرقم، وكذلك كان الوضع بالنسبة لأهل بيت النبي بعد غيابه ووفاته (ص).

وختم السيد المدرسي قائلاً: إن ثورة الإمام الحسين لها أبعاد مختلفة لا تتلخص في مواجهته لحاكم زمانه حتى يأتي أحدهم ليقول بهل يجوز حملان السيف أمام حاكم ظالم أو لا يجوز!، فلهذه القضية أبعاد دينية واجتماعية وسياسية وأبعاد ترتبط أيضاً بآخرة الناس كما ترتبط بدنيتهم، فالثورة كانت نقلة استراتيجية في حياة الأمة بسبب أنه كما أراد أعداء أهل البيت أن يؤسسوا لدين ومذهب جديد (مذهب أبو سفيان) لهذه مظاهر الدين ولكن فارغ من محتواه، ولكن ثورة الإمام الحسين كانت لتأسس أمة جديدة، فهو عكس الآية تماماً