المقالات والبحوث

ارواح من الركب الحسيني القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب

ارواح من الركب الحسيني  القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب

ارواح من الركب الحسيني

القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب

 

، أحد أولاد الإمام الحسن المجتبى (ع)، شارك في معركة الطف وهو غلام لم يبلغ الحلم، واستشهد يوم عاشوراء. وعندما سأله الإمام الحسين ليلة عاشوراء: كيف ترى الموت؟ قال: أحلى من العسل!

اشتهر في مجالس العزاء الحسيني قصة زواجه بإحدى بنات الإمام الحسين (ع)، لكنها لم تذكر في المصادر المعتبرة والمقاتل المعتمد عليها؛ ولذلك رفضها المؤرخون، وشككوا في صحتها

 

روي في بعض المصادر أن الإمام الحسين عليه السلام خطب في ليلة العاشر من المحرم، وأخبرهم بأنهم يقتلون في يوم عاشوراء، فسأل القاسمُ الإمامَ عليه السلام عن مصيره، وهل هو من الشهداء؟ فقال له الإمام (ع): كيف ترى الموت؟ قال القاسم: أحلى من العسل! فقال له الإمام (ع): أنت من الشهداء أيضاً

 

لم يتحدث التاريخ والمصادر عن يوم ولادة القاسم بن الحسن، لكن وردت في السير والمقاتل آراء حول عمره عند شهادته: فذكر مقتل الخوارزمي أنه لم يبلغ الحلم.وذكر لباب الأنساب أنّه كان في 16 من عمره.

 

وذكر الشيخ المفيد بأنّ القاسم وعبد الله وعمرو، أمهم واحدة وهي أمّ ولد. وتسمى نفيلة أو رملة؛ لكن ورد في مقاتل الطالبيين: هو وأبو بكر بن الحسن من أم واحدة

 

روی مقتلَه أبو مخنف عن حُميد بن مسلم -وهو كان في جيش عمر بن سعد- أنه قال: وخرج غلام كأنّ وجهه شقة قمر، في يديه السيف عليه قميص وإزار ونعلان قد انقطع شسع أحدها ما أنسی أنها اليسری. فقال لي عمرو بن سعد بن نفيل الأزدي: «والله لأشدنّ عليه» ... فشدّ عليه فما ولّی حتی ضرب رأسه بالسيف، فوقع الغلام لوجهه، وصاح: يا عماه، فجلى الحسين عليه السلام كما يجلي الصقر، ثم شد شدة ليث أغضب، فضرب ابن فضيل بالسيف، فاتقاها بالساعد، فأطنها من لدن المرفق، فوطأته الخيل حتى هلك. وانجلت الغبرة، فرأيت الحسين عليه السلام قائماً على رأس الغلام، وهو يفحص برجليه، والحسين عليه السلام يقول: «بُعداً لقوم قتلوك، ومن خصمهم يوم القيامة فيك جدك وأبوك، ثم قال: عز - والله - على عمك أن تدعوه، فلا يجيبك أو يجيبك فلا ينفعك صوته. هذا يوم - والله - كثر واتره، وقل ناصره!» ثم حملهعليه السلام فكأني أنظر إلی رجلي الغلام يخطّان في الأرض وقد وضع الحسين عليه السلام صدره علی صدره، فجاء به حتی ألقاه مع ابنه علي بن الحسين وحوله قتلی من أهل بيته.

 

رجزه

يقول السيد الأمين عن مبارزته أنه استأذن عمه، فأبى أن يأذن له، فلم يزل الغلام يقبل يديه ورجليه؛ حتى أذن له ودموعه تسيل على خديه، وهو يقول:

 

 

إن تنكروني فأنا شبل الحسن سبط النبي المصطفى والمؤتمن

هذا حسين كالأسير المرتهن بين أناس لا سقوا صوب المزن

كما ذكر له رجز آخر ورد فيه:

 

 

إني أنا القاسم من نسل علي نحن و بيت الله أولى بالنبي‏

من شمر ذي الجوشن أو ابن الدعي‏

 

فقاتل قتالاً شديداً حتى قتل على صغر سنه ثلاثة منهم، وقيل أكثر.

 

ورد السلام عليه في زيارة الشهداء ولعن قاتله:

 

السَّلَامُ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِي الْمَضْرُوبِ هَامَتُهُ الْمَسْلُوبِ لَأْمَتُهُ حِينَ نَادَى الْحُسَينَ عَمَّهُ فَجَلَّي عَلَيهِ عَمُّهُ كالصَّقْرِ وَ هُوَ يفْحَصُ بِرِجْلِهِ التُّرَابَ وَ الْحُسَينُ يقُولُ بُعْداً لِقَوْمٍ قَتَلُوك وَ مَنْ خَصْمُهُمْ يوْمَ الْقِيامَةِ جَدُّك وَ أَبُوك ثُمَّ قَالَ عَزَّ وَ اللَّهِ عَلَى عَمِّك أَنْ تَدْعُوَهُ فَلَا يجِيبَك أَوْ يجِيبَك وَ أَنْتَ قَتِيلٌ جَدِيلٌ فَلَا ينْفَعَك هَذَا وَ اللَّهِ يوْمٌ كثُرَ وَاتِرُهُ وَ قَلَّ نَاصِرُهُ جَعَلَنِي اللَّهُ مَعَكمَا يوْمَ جَمَعَكمَا وَ بَوَّأَنِي مُبَوَّأَكمَا وَ لَعَنَ اللَّهُ قَاتِلَك عَمْرَو بْنَ سَعْدِ بْنِ نُفَيلٍ الْأَزْدِي

 

قصة زواجه يوم عاشوراء

حاول البعض إثبات قصة زواج القاسم بإحدى بنات الإمام الحسينعليه السلام يوم عاشوراء، إلا أن القضية غير مذكورة في المصادر القديمة والمعتمدة عليها. يقول الشهيد المطهري في كتابه الملحمة الحسينية:

 

«تصوّروا ـ باللّه عليكم ـ هذا الكلام الذي كثيراً ما يتردد على ألسنة البسطاء الذين يتمنون رؤية عرس ابنهم أو ابنتهم قبل موتهم. فينسبونه إلی شخص كالحسين بن عليعليه السلام و هو في خضمّ المعارك وفي ذلك اليوم التاريخي الذي لا مجال فيه حتى لإقامة الصلاة بسهولة وكأن القاسم لا همّ له إلاّ البحث عن زوجة ولا همّ لعمه إلاّ تزويجه....إنّهم يتقوّلون علی الإمام الحسينعليه السلام و لأنّ هذه الحكاية التي هي اختلاق محض لا وجود لها في الكتب المعتبرة، لكنه- كما يكتب الحاج نوري- فإنّ أوّل من أدخل هذه القصة في التاريخ الحسيني المزوّر هو الملا حسين الكاشفي في كتابه (روضة الشهداء) فيما أصل القضية كذب واختلاق مائة بالمائة

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار