المقالات والبحوث

شمسُ الحُسين ✍️ ماجدة الكعبي

شمسُ الحُسين  ✍️ ماجدة الكعبي
المصدر: واحة - وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

شمسُ الحُسين

 

✍️ ماجدة الكعبي

 

 

تلألأتْ انوارُ السبط حبيب الله على رمالِ صحراءَ البلادِ 

بل على مشارقِ الأرضِ ومغاربِها 

بل على القلوبِ المتحجرةِ والنفوسِ الغارقةِ في أهوائِها وملذاتِها ولهثها وراءَ المغرياتِ، 

الطاقةُ الحسينيةُ تَتَعدَّى الزمكانَ في الانتماءِ في الفكرِ في العطاءِ، فتحٌ وأيّ فتح غيرَ متناهٍ

مهما سَعى الطغاةُ لِطمسها أو اخفائها فإنَّها تزدادُ أكثرَ وأكثرَ. 

والقرآنُ بمعانِيهِ الساميةِ التي لا تتوقفُ عندَ مكانٍ أو زمانٍ لأنهُ أكمل دستورٍ أنزلَهُ الباري تعالى للبشرِ، وهو باقٍ لنْ تطالَهُ أيدي التحريفِ والتزييفِ ولا تمسُّ قُدْسيتَهُ شائبةٌ ولو أحرقَهُ لئامُ البشرِ .

 

الإمامُ الحسينُ (عليه السلام) هو القرآنُ الناطقُ.

السلامُ عليك يا شريكَ القرآن وخازن الكتابِ المسطورِ

قال تعالى: {هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} (الجاثية :20)

 

القرآن لا ينقطعُ تأثيرُهُ ونورُهُ وهداهُ

فالحُسينُ مصباحُ الهُدى

نحتاجُ أنْ نَكونَ على بصيرةٍ لهذه الحقيقيةِ

الذي ينتمي إلى أسمى انتماء للحسينِ (عليه السلام) هو مصباح فهوَ الهدى والرحمة 

وسبيل الله وسبيل السعادة، يرتقي مَنْ ينهلْ من هذا الفيض مَنْ يلحقْ بِهِ بمعرفتِهِ ونتاجهِ، عليه أنْ يَتَجَسَّدَ عملياً بالقيمِ وأهمها قيمةُ العبادةِ فقضيةُ الحُسينُ هي تربية للكمالِ.

ولذلكَ نقرأ في زيارة الناحية المقدسة : 

"لَقَدْ قَتَلُوا بِقَتْلِكَ الْإِسْلَامَ، وَعَطَّلُوا الصَّلَاةَ وَالصِّيَامَ، وَنَقَضُوا السُّنَنَ وَالْأَحْكَامَ، وَهَدَمُوا قَوَاعِدَ الْإِيمَانِ، وَحَرَّفُوا آيَاتِ الْقُرَآنِ، وَهَمْلَجُوا فِي الْبَغْيِ وَالْعُدْوَانِ.

لَقَدْ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ مَوْتُوراً، وَعَادَ كِتَابُ اللَّهِ مَهْجُوراً، وَغُودِرَ الْحَقُّ إِذْ قُهِرْتَ مَقْهُوراً، وَفُقِدَ بِفَقْدِكَ التَّكْبِيرُ وَالتَّهْلِيلُ، وَالتَّحْرِيمُ وَالتَّحْلِيلُ، وَالتَّنْزِيلُ وَالتَّأْوِيلُ، وَظَهَرَ بَعْدَكَ التَّغْيِيرُ وَالتَّبْدِيلُ، وَالْإِلْحَادُ وَالتَّعْطِيلُ، وَالْأَهْوَاءُ وَالْأَضَالِيلُ، وَالْفِتَنُ وَالْأَبَاطِيلُ.

فَقَامَ نَاعِيكَ عِنْدَ قَبْرِ جَدِّكَ الرَّسُولِ، فَنَعَاكَ إِلَيْهِ بِالدَّمْعِ الْهَطُولِ‏،قَائِلًا: يَا رَسُولَ اللَّهِ قُتِلَ سِبْطُكَ وَفَتَاكَ، وَاسْتُبِيحَ أَهْلُكَ وَحِمَاكَ، وَسُبِيَتْ بَعْدَكَ ذَرَارِيكَ، وَوَقَعَ الْمَحْذُورُ بِعِتْرَتِكَ وَذَوِيكَ.

فَانْزَعَجَ الرَّسُولُ وَبَكَى قَلْبُهُ الْمَهُولُ، وَعَزَّاهُ بِكَ الْمَلَائِكَةُ وَالْأَنْبِيَاءُ، وَفُجِعَتْ بِكَ أُمُّكَ الزَّهْرَاءُ، وَاخْتَلَفَتْ جُنُودُ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ، تُعَزِّي أَبَاكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَأُقِيمَتْ لَكَ الْمَآتِمُ فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ".

 

سلامٌ عليكَ سيّدي ما بَقيَ الدهرُ

وما شرقَتْ شمسٌ وطلعَ البدرُ

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار