المقالات والبحوث

♦️وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظيمٍ "٢" ✍️ الشيخ عماد مجوت

 ♦️وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظيمٍ  "٢"  ✍️ الشيخ عماد مجوت
المصدر: واحة - وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

 ♦️وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظيمٍ "٢"

 

✍️ الشيخ عماد مجوت

 

 

 

     من كمالات الشخصية الرسالية ثباتها على مواقفها المبدئية، خصوصاً إذا كانت مرتبطة به تعالى كما في مسائل الدين والعقيدة.

 

#وثقافة الثبات على المبدأ ثقافة قرآنية اقترنت بحامله (صلى الله عليه وآله وسلم) بدأ من ثباته على التمسُّك بالوحيِ كما أمرَه تعالى في قوله:﴿فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [الزخرف: 43]. #وليس إنتهاءً عند محاولة إبعاده عن ذلك بكل وسيلة كما في قوله تعالى:﴿وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا * وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا﴾ [الإسراء: 73، 74]. #ولا حتى مجرد تمني ذلك منهم في شخصه (صلى الله عليه وآله وسلم)، كما في قوله تعالى:﴿وَدّوا لَو تُدهِنُ فَيُدهِنونَ﴾ [القلم: ٩].

 

#ومن أجلى صور الأخلاق الكريمة لبصر العيون وطب القلوب الحبيب المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم) ثباته واعتزازه بما هو عليه بلا مجاملة ولا مداهنة كما في الآية المتقدمة ﴿وَدّوا لَو تُدهِنُ فَيُدهِنونَ﴾ [القلم: ٩]. حيث كانت امنيتهم أن يلين بشيء معهم مما هو عليه وهم يلينون معه بذلك، فإذا تنازل عن شيء تنازلوا، وإذا تسامح فيه تسامحوا، مما يكشف عن عظم الثبات الذي هو عليه.

 

#ولا عجب في ذلك الثبات بعد كونه متمسكاً بما أوحي إليه الموجب لكونه على صراط مستقيم ﴿فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾

 

#ومن حيث ثبات الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنه متمسك بما أوحي إليه فكان على صراط مستقيم وكانوا يتمنون منه لو لينلا قليلاً {وَدُّوا لَوتُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ}. #نحن مدعون في مواقف الاعتزاز بالدين وأحكامه ومنهاجه اقتداءً به(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الثبات وعدم اللين، وتميع الدين بالعناوين الثانوية، والرؤى الشخصية، فالأسوة كريمة في مواقفها : ﴿لَقَد كانَ لَكُم في رَسولِ اللَّهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كانَ يَرجُو اللَّهَ وَاليَومَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثيرًا﴾[الأحزاب: ٢١]. والمحبة لازمة لمتابعه :﴿قُل إِن كُنتُم تُحِبّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعوني يُحبِبكُمُ اللَّهُ وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾ [آل عمران: ٣١]. والبشارة لمن لزم طريق الوحي فإنه الكمال :﴿وَلَو أَنَّهُم فَعَلوا ما يوعَظونَ بِهِ لَكانَ خَيرًا لَهُم وَأَشَدَّ تَثبيتًا * وَإِذًا لَآتَيناهُم مِن لَدُنّا أَجرًا عَظيمًا * وَلَهَدَيناهُم صِراطًا مُستَقيمًا * وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذينَ أَنعَمَ اللَّهُ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفيقًا * ذلِكَ الفَضلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ عَليمًا﴾ [النساء: ٦٦-٧٠]. #وهذه هي البصيرة في طريق الرساليين :﴿قُل هذِهِ سَبيلي أَدعو إِلَى اللَّهِ عَلى بَصيرَةٍ أَنا وَمَنِ اتَّبَعَني وَسُبحانَ اللَّهِ وَما أَنا مِنَ المُشرِكينَ﴾ [يوسف: ١٠٨].

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار