من يحدد معاني الاشياء وما هي حدودها ؟ 

✍️ الشيخ هاشم الكندي

هل العلماء من يحدد هذه المعاني ام عامة الناس من يحدد ذلك ؟ ام هل السياسة من تحدد ذلك ؟ فالفن مثلا من يحدد تعريفه وحدوده ؟ نحن اليوم أمام مشكلة كبيرة في التحديد والتبيين لمعاني المفاهيم وحقيقتها فالجهّال مثلا يطلقون العنان لغبائهم في الكتابة والتعليق بأي عبارة معتقدين ان الحرية تكفل لهم حق التعبير وأبداء الرأي ، وهذا غير صحيح ، فالحرية لا تضمن لك ذلك لأنك لست من الطبقة التي يحق لها ان تقرر فأنت لست من طبقة العلماء والمفكرين ، وإذا قبلنا لكل من هب ودب أن يعبر عن رأيه لما بقي حجر على حجر لكثرة الاغبياء والمنتفعين والمندفعين ولتحكم الاهواء والمستعمرين والمرضى ، وهنا نرجع الى ما بدأنا ونقول وفرضا اننا اتفقنا على تعريف لشيء ما ( لعلم ما او مهنة او حرفة أو فن ) يأتي سؤال ثاني من الذي يمثل ذلك الشيء فهل يصح ان يمثل علم الطب العطارين وعلم الهندسة البقالين وعلم الرياضيات السباحين ؟ الجواب طبعا لا ، فمن يمثلهم ؟ يمثلهم من يعكس محتوى ذلك العلم والحرفة والمهارة على اتم وجه فالطب يمثله الطبيب والهندسة يمثلها المهندس وهكذا ، فإذا عرفنا ذلك نقول هل تعريف الفن هو السخافة والانحطاط والابتذال ؟ وان من يمثله قوم لا ألتزام لهم ولا ثوابت قيمية او دينية عندهم ، فإن كان هذا هو الفن وهؤلاء ممثلوه فنحن لا نحتاجه وفي غنى عنه .

اما اذا كان الفن : مجموعة متنوعة من الأنشطة البشرية في إنشاء أعمال بصرية أو سمعية أو أداء (حركية)، للتعبير عن أفكار وقيم وعقيدة امة ، فهذا لا نشاهده للأسف على التلفاز او في غير التلفاز وانما ما يطرح افكار وقيم وعقيدة كاتب لا قيمة لأفكاره وقيمه وعقيدته ، والمشكلة من يقوم بالدور يقوم وهو يعلم انه يسلخ ويبدل عقائد وقيم وافكار الناس المنزلة من السماء والثابته بالفطرة الانسانية نحن اليوم أمام تحدي صعب وخطير سيدفع ثمنه الانسان بأجياله المتعاقبة يعمل فيه على تغيير ثوابت وقيم ودين الانسان تحت مسمى الفن والحرية ، والاعتى من ذلك يسمي البعض هذه الطبقة من الممثلين للفن : ممثلين للعراق ، كلا لا يمكن ذلك فهم يمثلون انفسهم وشهواتهم وانتماءاتهم الفكرية والعقائدية فالعراق يمثله العلماء والشهداء والعظماء فما يطرح في أروقتهم لا فكر العراق ولا قيم العراق ولا عقيدة العراق فكيف يمثلون العراق ؟

أحذر ان تنجرف ايها القارئ خلف كتابات او تصريحات بعيدة عن الموازين العلمية والقيمية ، فهذا ما يريده الشيطان ليغير دولة الانسان الكامل الى الانسان البذيء المنحل ليعم الفساد وتسقط الامم ولات حين مندم .