كتب من مدرسة أهل البيت عليهم السلام

المُقنِعَة، كتاب في الفقه من تأليف الشيخ المفيد (وفاة 413هـ)

، وقد ذكر فيه أحكام الأبواب الفقهية كالصلاة، والصوم، والحج، والإرث، واكتفى ببيان فتواه، من دون بيان الروايات والاستدلالات.

وضع المفيد قسما من كتابه لشرح أصول الدين، وذكر المستحبات (الأعمال والأدعية)، كما فسّر فيه آيات من القرآن، وترجم لـأئمة أهل البيت عليهم السلام بذكر أنسابهم ومواليدهم ووفياتهم ومدافنهم.

وقد كتب الشيخ الطوسي (وفاة 460هـ) كتاب تهذيب الأحكام شرحاً على كتاب المقنعة. وهناك نسخ خطية لهذا الكتاب يحتفظ بها في مكتبة العتبة الرضوية ومكتبة آية الله المرعشي النجفي.

مكانة الكتاب

كتب شيخ الطائفة الطوسي (وفاة 460هـ) كتابه تهذيب الأحكام -وهو من الكتب الأربعة عند الشيعة الإمامية- شرحاً على كتاب المقنعة، معتبراً: «لأنها شافية في معناها، كافية في أكثر ما يحتاج إليه من أحكام الشريعة، وأنها بعيدة من الحشو».

المؤلف

هو محمد بن محمد بن نعمان المشهور بالمفيد (وفاة 413هـ) من أبرز الفقهاء والمتكلمين الشيعة، الذي عاش في بغداد، وتزامنت حياته مع دولة العباسيين، وأيضا كانت له علاقات مع دولة البويهيين. ترك العديد من المؤلفات، منها:‌ أوائل المقالات في علم الكلام، والإرشاد في ترجمة أئمة أهل البيت عليهم السلام

اسم الكتاب ودافع التأليف

لم يصرّح المؤلف في كتابه باسم الكتاب.وذكر النجاشي (الرجالي الشيعي ومن تلامذة الشيخ المفيد) من ضمن مؤلفات أستاذه الرسالة المقنعة.

وقد اعتبر المفيد في مقدمة كتابه أنّ دافعه من تأليف هذا الكتاب هو امتثال أمر «السيد الأمير الجليل»، ولا يُعلم من هو هذا الشخص، إلا أن المفيد دعا له قائلا: «أطال الله في عزّ الدين والدنيا مدّته، وأدام بالتأييد نصره وقدرته، وحرس من الغير أيامه ودولته».وبالنسبة لهدفه من تأليف الكتاب قال المفيد: «ليعتمده المرتاد لدينه، ويزداد به المستبصر في معرفته ويقينه، ويكون إماما للمسترشدين، ودليلا للطالبين، وأمينا للمتعبدين‌، يفزع إليه في الدين، ويقضى به على المختلفين»

المحتوى

ذكر الشيخ المفيد في كتاب المقنعة الأحكام الشرعية بشكل الفتوى، من دون التطرق للروايات وأسنادها، ومن دون الاستدلال، والإشارة إلى آراء سائر الفقهاء.

تحدث المفيد في مطلع كتابه حول العقائد الواجبة مثل التوحيد، والنبوة، والإمامة، والتولي، والتبري، والمعاد، وتعاليم إسلامية أخرى، وأكد في بداية هذا القسم على الوجوب العقلي لمعرفة الخالق لأجل شكره وطاعته.ثم أخذ المفيد ببيان الأحكام الشرعية،‌ وبدأ بمسألة وجوب الصلاة، وبعدها تطرّق لأحكام الطهارة في اثني عشر باباً، ثم رجع مرة أخرى إلى موضوع الصلاة وأحكامها،وبيّنها خلال 35 باباً.وكذلك بحث موضوع الصوم في 38 بابا،والحج في 29 بابا، والإرث في 26 بابا.

إضافة إلى ذلك تطرّق المفيد لسائر المواضيع الفقهية، لكن بشكل مختصر، وهي: المزارعة، والمساقاة، والضمان،والوكالة

ولم يتعرض المفيد في هذا الكتاب لبعض المواضيع كالجهاد، والقرض، والدَين، والجعالة، والحجر، والصلح، والغصب، وإحياء الموات

النُسخ والإصدار

له‍ذا الكتاب عدد من النسخ الخطية يحتفظ بها في المكتبات، منها: نسختان في مكتبة العتبة الرضوية في مشهد، التي تعود كتابتهما لعام 992 و995هـ، وهناك نسخة أخرى في نفس المكتبة وهي ناقصة وفيها بعض أغلاط.ونسختان في مكتبة آية الله المرعشي النجفي، في قم، كتبهما محمد قلي تركمان وعلي اكبر بن نور الله.

وفي عام 1274 و1294هـ صدر هذا الكتاب بالطبعة الحجرية في مدينة تبريز الإيرانية، وصدر أيضا نفس الطبعة في مدينة قم. وفي عام 1410هـ صدر عن دار النشر الإسلامي هذا الكتاب بعد تحقيقها، وأصدر المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد نفس الطبعة عام 1413هـ ضمن مجموعة مؤلفات الشيخ المفيد.