المقالات والبحوث
رجال من مدرسة اهل البيت عليهم السلام الأستاذ الأكبر الفقيه الأصولي آية الله العظمى الأغا الشيخ محمّد باقر المعروف ب ( الوحيد البهبهاني وبالأستاذ الأكبر ).
رجال من مدرسة اهل البيت عليهم السلام
الأستاذ الأكبر الفقيه الأصولي آية الله العظمى الأغا الشيخ محمّد باقر المعروف ب ( الوحيد البهبهاني وبالأستاذ الأكبر ).
اسمه ونسبه:
هو الشيخ محمّد باقر إبن المولى محمّد أكمل بن محمّد صالح الأصفهاني المعروف ب ( الوحيد البهبهاني )، و ( الأستاذ الأكبر )، وينتهي نسبه إلى الشيخ المفيد ( قدس الله روحه )، من مشاهير علماء الدين وأجلهم في عصره.
ولادته:
ولد ( قدّس سرّه الشّريف )، بمدينة إصفهان وفي تاريخ ولادته خلاف سنة ١١١٧ هــ، و سنة ١١١٦ هــ = الموافق سنة ١٧٠٣ م، ونشأ بها ثم انتقل إلى مدينة بهبهان مع والده، ثم أرتحل إلى مدينة كربلاء المقدّسة فجاورها وكانت يومها من أهم مراكز الإخباريين.
دراسته:
حضر ( قدّس سرّه الشّريف )، على فحول العلماء من أركان المذهب وأقطاب الشريعة.
تلامذته:
ومن أبرز تلامذته ( قدّس سرّه الشّريف )، هم:
١ _ السيّد محمّد مهدي بحر العلوم الطباطبائي.
٢ _ الشيخ جعفر بن خضر الجناني صاحب ( كشف الغطاء ).
٣ _ السيّد محمّد جواد العاملي صاحب ( مفتاح الكرامة ).
٤ _ الشيخ محمّد مهدي النراقي.
٥ _ السيّد محمّد مهدي الشهرستاني.
٦ _ السيّد علي الطباطبائي صاحب ( الرياض ).
وغيرهم كثير أصبحوا بعده كبار العلماء والمراجع.
نشاطاته:
حتّى إذا استقر به المقام في مدينة كربلاء المقدّسة قام بأعباء المرجعية ونهض بتكاليف الزعامة ونشر العلم بها وبانت للملأ مكانته السامية وعلمه الكثير فانتهت إليه زعامة الشيعة ورئاسة المذهب الإمامي في سائر الأقطار، ويعد رائد التجديد في أصول الفقه بل رائد مدرسة أصولية جديدة على رأس المائة الثانية بعد الألف إستطاع أن يقفز بعلم الأصول قفزة كبيرة وسريعة فكانت له مواقف مشهودة أدت إلى تقليص نفوذ الإتجاه الأخباري وإنحسار ظله.
صفاته:
سئل ( قدّس سرّه الشّريف )، ذات مرة ب مّ بلغت من العلم والعزة والشرف والقبول في الدنيا والآخرة؟ فكتب في الجواب: لا أعلم من نفسي شيئًا أستحق به ذلك إلا أني لم أكن أحب نفسي أبدًا، ولا أجعلها في عداد الموجودين، فلم آل جهدًا في تعظيم العلماء والمحمدة على أسمائهم، ولم أترك الإشتغال بتحصيل العلم مهما استطعت وقدمته على كل مرحلة دائمًا.
ومن الخصائص والمميزات التي لازمته حتى نهاية عمره الشريف البالغ تسعة عقود، هيّ زيارته اليومية لقبر الإمام الحسين ( عليه السلام )، وإحراز غاية الآداب ونهاية الخضوع والخشوع حتّى كان يسقط في أبواب الحرم الحسيني الشريف على وجهه ويقبلها ويدخل الحرم.
وكان هكذا عند زيارة قبر أبي الفضل العباس ( عليه السلام )، فهنيئًا له على ما كان له من العلوم الشريفة، وما عليه من الأعمال الحسنة في الدنيا، وما له من الدرجات العظيمة في الآخرة.
وفاته:
تُوفّي ( قدّس سرّه الشّريف )، في التاسع والعشرين من شهر شوال سنة ١٢٠٥ هــ، وقيل سنة ١٢٠٦ هــ = الموافق سنة ١٧٩١ م، بمدينة كربلاء المقدّسة، ودُفن في رواق العلماء، الرواق الشرقي، وقبره مُشيد كان عليه صندوق خشبي بارز خُط عليه اسمه واسم تلميذه السيّد علي الطباطبائي صاحب ( الرياض )، المدفون إلى جنبه، وقد أزيل هذا الصندوق في السنوات المتأخرة واستعيض عنه بشاهد قبوري كُتب على الرخام، ورثاه أحد تلامذته بقوله:
جفون لا تجف مـن الدموع *** ولم تعلق بها سنــة الهجوع
لرزء شب في الأحشاء نـارا *** توقد بين أحنــاء الضلوع
يكلفني الخلي لـــه عزاء *** وما أنـــا للعزا بالمستطيع
قضى من كان للإسلام سورا *** فهدم جانــب السور المنيع
وشيخ الكلم رجعهم جميعـا *** إليه في الأصول وفي الفروع
خـلت منه ربوع العلم حتى *** بكته عين هــاتيك الربوع
بكاء كـــالتلميذ وحبر *** من العلماء ذي شـرف رفيع
«بكوا أستاذه مطرا، فأرخ *** وقل»: قد فات أستاذ الجميع.
الهامش:
__________
١ _ انظر سامي جواد المنذري الكاظمي، راقدون عند الحسين ( ع )، ص ٢٣١.
٢ _ انظر الأعلام للزركلي، ٦ / ٤٩.
٣ _ انظر السيّد محمّد باقر الخونساري الأصفهاني، روضات الجنّات في أحوال العلماء والسادات ٢ / ٩٤.
٤ _ انظر الشيخ محمّد محسن أغا بزرك الطهراني، الكرام البررة ١٧١.
٥ _ انظر هدية العارفين ٢ / ٣٥٠.
٦ _ انظر الشيخ محمّد حرز الدين النجفي، معارف الرجال ١ / ١٢١.
© Alhawza News Agency 2019