المقالات والبحوث
نفوذ البصيرة، والثقة بالله تعالى الشيخ ميثم الفريجي

نفوذ البصيرة، والثقة بالله تعالى
الشيخ ميثم الفريجي
بسمه تعالى
( هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَ زُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِيداً ) الاحزاب: 11
نفوذ البصيرة، والثقة بالله تعالى ورباطة الجأش، والشجاعة والاقدام، من أهم صفات القيادة الشرعيّة الحقّة
وقد لمسناها بوضوح بل باعلى مراتبها في شخص رسول الله صلى الله عليه واله حينما بلغ رسالة ربّه واعلن الاسلام دينا والقرآن كتابا فلم يداهن ولم يجامل وبقي ثابتاً على المبدأ وخاض الغزوات والحروب وناله من الايذاء ما يهدّ الجبال الى ان ختم الله له بالنصر والتأييد (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) المائدة: 3
ثم تسلّمها أمير المؤمنين وسيد الموحدين وقائد الغر المحجلين فكان خير قائد للأمة من بعد رسول الله صلى الله عليه واله قاتل على التأويل ولم تأخذه في الله لومة لائم حتى خضب بدم الشهادة في محراب العبادة فقال ( فرت رب الكعبة)
ومن بعده ولده الامام الحسن عليه السلام حيث اشتدت الفتن وقل الناصر وكثر الشامت وازدات الخيانة فقادة الأمة وحفظ الشريعة وفضح بني أمية واذيالهم ونصره الله وختم له بالشهادة
ثم من بعده الإمام الحسين عليه السلام سيد الشهداء على الاطلاق وسفينة النجاة بلا منازع حيث فتح الله تعالى على يده وصان دين الله وحفظ عقيدته وبذل مهجته في الله ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة
ولازالت سفينة الحق تبحر في امواج الفتن والظلام ، والامة بقيادة شرعية أمينة تنتقل من معصوم الى آخر ، ومن صَالِحٌ بَعْدَ صَالِحٍ وَصَادِقٌ بَعْدَ صَادِقٍ
الى ان شاء الله ان يختم الاوصياء والحجج بالقائم المنتظر مهديّ هذه الامة فيغيب غيبة صغرى ثم كبرى لا يطلب فيها عين بعد أثر
فانتقلت راية الحق بيد الفقهاء العدول الأمناء على دين الله ورسوله فساروا بسفينة الأمن في رياح عاتية وبدماء ومداد حتى اوصلوا لنا الاسلام نقيا طاهرا مطهراً يلبس ثوب مذهب اهل البيت عيهم السلام الذين قال فيهن رسول الله صلى الله عليه واله : (اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي اهل بيتي
...) فلا خوف ولا قلق ولا يأس ، دماء ومداد في سبيل الله ورسوله .
واليوم يكثر القادة الشرعيون بفضل الله تعالى ؛ مراجع الامة الكرام وقادتها العظام
ومن بينهم السيد المرجع القائد علي الخامنئي دام ظله الشريف الذي لم يهتز ولم يتراجع ولم يجامل ، وسار في طريق اجداده وسادته لا تأخذه في الله لومة لائم
حيث استشهد بين يديه الكثيرون من قادة الجمهورية الإسلامية واكابرها ، بينما هو دام ظله في كلّ حادثة وحدث نافذ البصيرة ، قوي الايمان، رابط الجأش شجاع مقدام كله ثق بوعد الله ورسوله
وفي اليوم الاسود لاعتداء الصهاينة على الجمهورية الاسلامية واستشهاد القادة والعلماء مع هول الصدمة و القلق والحزن الشديد، مع مشاعر غير طيبة من المنافقين واعداء الاسلام حتّى ان رأس الشيطان الأكبر صار يتشفى ويتغنى ، بينما القائد الشرعي للأمة كله ثقة بوعد الله تعالى ، وبقى على واجباته الشرعية في ادارة شؤون معركة الحق مع الباطل ، نظم الامور وعيّن البدلاء واعطى زخماً كبيراً بخطابه المبارك ووعد بالنصر المؤزر بكل ثبات وعزيمة وعزّة ولم يلحظ عليه اي انكسار أو خوف أو قلق ، بل استبق الأحداث بروح القيادة
فليطمئن المؤمنون ان سفينة الحق ستبقى بأمان مادامت في يد القيادة الشرعية من الفقهاء والمراجع والقادة الكرام ، وان سقط الشهداء وسالت الدماء فانها تسقي العقيدة وتثبت الايمان ( يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّـهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ اللَّـهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ)
وسترفرف بشائر النصر عن قريب ان شاء الله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّـهَ يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ)
© Alhawza News Agency 2019