المقالات والبحوث

《الغيرة السلبية ، و الايجابية بين الزوجين》 بقلم الشيخ ميثم الفريجي

  《الغيرة السلبية ، و الايجابية بين الزوجين》  بقلم الشيخ ميثم الفريجي
المصدر: واحة_ وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


 《الغيرة السلبية ، و الايجابية بين الزوجين》
الشيخ ميثم الفريجي

الغيرة : سلوكٌ غريزي ، وانفعالٌ اجتماعي يطرأ على الفرد في بعض حالاته نتيجة لأسباب معينة عرفت بمناشيء الغيرة ، وهي متعدّد منها :
شدة الحب ، والخوف من فقد الاخر ، و دفع الريبة عنه ، و عدم الامان عليه ، والحرص في الانفراد به ، وغيرها ..

وهي عامة قد تكون بين الزوجين ، او بين الام وولدها ، والأخت وأخيها ، والبنت ووالدها، والصديق وصديقه ، بل قد تسري الى الاطفال بدرجة اللاشعور لتغطية الجانب الغريزي كما يحصل بسبب المولود الجديد.

وقد تكون الغيرة في حدود هذه المناشيء طبيعية لاتتجاوز الحد العقلائي ، وانما هي موجودة في المجتمع كسلوك ، وظاهرة ، وانفعال اجتماعي .

ولكن الحذر عندما تتحوّل إلى حالة دائمة لدى الفرد تخرج عن حدها الطبيعي العقلائي ، وتصل به الى حد المرض .

ومن بين اهم واخطر مظاهر الغيرة هو ما يجري بين الزوجين .
والمتتبّع للادلة الشرعية ، و روايات أهل البيت (عليهم السلام ) في هذا المجال يجد أنها تؤكّد على أحقّية الزوج بهذا الشعور دون الزوجة ، فنجد مدحاً وثناءً على غيرة الزوج على زوجته ، بل هي راجحة وواجبة عليه فيما اذا كانت بالحد العقلائي المقبول.

وقد ورد الذم في حق الرجل الذي لايغار ، و وصف بأنه صاحب قلب منكوس

 فعن عبد الله ابن ابي يعفور قال : سمعت أبا عبد الله الصادق (عليه السلام ) قال : ( إذا لمَ يغر الرجُل فهو منكوس القلب )

 وعنه (عليه السلام ) قال : ( ليسَ الغيرةُ إلا للرجال أما النساء فإنما ذلك منهن حسد والغيرة للرجال ولذلك حرم للنساء إلا زوجها ، وأحلّ للرجل اربعاً ، فان الله اكرم من أن يبتليهن بالغيرة ، ويحلّ للرجل معها ثلاثه )

وعن الامام الباقر ( عليه السلام ) قال  غيرة النساء حسد ، والحسد هو أصل الكفر ان النساء إذا غرْن غضبْن ، وإذا غضبن كفرن إلا المسلمات منهن ) .

 وعن رسول الله (صلى الله عليهِ واله وسلم) يحكي صفات أبيه خليل الله ابراهيم (عليه السلام) قال كان أبي ابراهيم غيوراً وأنا أغير منه ، وأرغم الله انفَ من لا يغار من المؤمنين )

فالغيرة إذن صفة نبي الله ابراهيم -عليه السلام- وصفة رسول الله محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) ، فعلى المؤمن الاقتداء بذلك لتكون الغيرة صفة له .

وممّا تقدم يتضح لنا أن الله تعالى لم يشرِّع الغيرة للنساء ، وانما شرعها للرجال فقط
فيلزم الزوجة المؤمنة ان تترك الغيرة السلبية على زوجها لانها منهي عنها شرعا ، وقد تضر بكيان اسرتها وتهدّده الى الزوال كما نشاهد ونسمع ذلك في المجتمع مع الاسف.

 ويمكن للزوجة ان تجعل غيرتها غيرةً إيجابية ممدوحة ، وذلك بمزيد من الاهتمام بزوجها ، وبيان محبتها اليه ، وتوفير الأجواء العاطفية المناسبة له التي تغنيه عن التفكير بغيرها بحيث تستوعب جميع عاطفته ، ومشاعره ، وتطلعاته .

وعلى الزوج ان يُحسن التصرف مع زوجته ، فالمرأة كيان عاطفي حساس بامتياز ، فلا يتسبَّب بأذكاء جانب الغيرة ، وتفعيله لديها ، وليحافط على البعد العاطفي معها ، ولِيُشعرها بحبِّه لها، واُنسه بها ، وله في ذلك الاجر والثواب بأدخال السرور عليها ، وامتثال وصية رسول الله (صلى الله عليه واله ) بها

وتطبيق قول الله تعالى : (( وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ )) النساء : 19

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار