المقالات والبحوث

قبس وشرحه من دعاء الندبة ((أَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ المُعْتَدِين))

 قبس وشرحه  من دعاء الندبة  ((أَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ المُعْتَدِين))
المصدر: واحة_ وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


قبس من دعاء الندبة
((أَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ المُعْتَدِين))

يستفهم الداعي في هذا المقطع من الدعاء عن محل الذات المهدوية التي تحمل الصفات الإلهية في إزالة شوكة المعتدين.

و يسعى الداعي من خلال ترنّمه بهذا المقطع أنْ يقع في قلبه معرفة محل الإمام المهدي (عجل الله فرجه) وأين هو ليرفع ما به وبالأمّة مما نزل بها من فتن و التي لا يزيلها إلا هو.

لأن الإمام المهدي (عجل الله فرجه) هو مهلك المعتدين وقاتل الظالمين ومحطّم المنافقين ومبيد المشركين ومدمّر الكافرين وكاسر شوكة الباغين، والفاصل بين الحق والباطل عند ظهوره أمام الخلائق أجمعين.

لذلك نجد أن الداعي يرفع كفّه بالدعاء ليستسقي رحمة الإله في أنْ يظهر المغيّب لأنّ العدوان أصبح شوكةً وجيوشاً ومجاميع وكيانات، وصارت له دول ومنظمات فلا يزيله إلا قاصم الشوكة، إلا من بيده قدرة ((وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً)).

و أن الداعي يرفع كفيه ضارعاً ليناجي بهما ربه في صبيحة أشرف الأيام وسيدها بأنْ ينزل قطر ماء الحياة ليكسر قرون العتاة، فقد تمادوا وتكبروا وظهرت قوتهم وبانت شوكتهم وجار عدوانهم، فإذا ظهرت يا ابن الحسن كسرت قرونهم وأذللت جيوشهم وأنزلت بهم المصيبة المهولة والتفرّق المدمّر.

كما و أنّ هذا المقطع الشريف من هذا الدعاء يرغّبنا أنْ نلتجئ إلى الله سبحانه وتعالى ملحّين عليه أنْ يدلّنا على كاسر قرون المعتدين ومبيد الطغاة الظالمين لنلتجئ إليه في محن دارت رحاها فاختلط حابلها بنابلها فعسر التمييز واشتدت الفتنة.

و كما ألمحنا هذا المقطع بأن لا يقتصر فيه طلب الدعاء من الله على إظهار الإمام المهدي (عجل الله فرجه) بقوته وقدرته لكي يقضي على الجماعات المعتدية فقط وإنما يشمل أكثر من بعد، فهو دعاء لأنْ يقضي على شوكة الاعتداء التي تنمو في نفوسنا وتكوّن لها قوى تضعف من إرادتنا فتنخر في عزائمنا وتهبط معنوياتنا وتقلل من قدراتنا على السعي في الإصلاح.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار