المقالات والبحوث

كُن أمّياً بين يدي الكلام الإلهي، بقلم د.عماد الهلالي

 كُن أمّياً بين يدي الكلام الإلهي، بقلم د.عماد الهلالي
المصدر: واحة_ وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


 كُن أمّياً بين يدي الكلام الإلهي، بقلم د.عماد الهلالي 

 حينما كنت صغيراً لم يكن في بيتنا سوى القرآن وكتب الروايات (عيون أخبار الرضا، نهج البلاغة ..) بسبب ظروف القمع الفكري في زمان صدام..

ولم يكن قربي رجال دين حوزويون يشرحون لنا النصوص الدينية . . وكنت أقرأ الحديث الشريف: (العُجُب يفسد العبادة).

 فكنت أفهمها بتفكيري الطفولي بمعنى أنك إذا تعجبت من شيء عجيب كجمال شيء ما او قوته او أي صفة عجيبة فيه فستبطل عبادتك..

وحين كبرت والتقيت برجال دين وقرأت كتب المفكرين وعلماء الأخلاق التي تشرح النصوص الدينية، سخرت من فهمي السابق إذ قرأت أن العجب بمعنى العجب بالعبادة وأنه إذا أعجبت بنفسي بعد العبادة فسيفسدها ذلك..

 ولكن حين مشيت خطوة بحرية وحدي وجدت أن المعنى الذي كنت أفهمه في الطفولة أعمق وأشمل وأجمل وموافق لإطلاق النص الصريح..

 ذلك أننا إذا رأينا شيئاً له صفة عجيبة فإذا تعجبنا من نفس الشيء انصرفنا عن الله الذي أفاض عليه تلك الصفة فينبغي أن لا نعجب منه لأن الله سبحانه قادر على كل شيء (أتعجبين من أمر الله؟ رحمةُ الله وبركاته عليكم أهل البيت).

ويكون العجب بالنفس أو بأعمالها جزءاً من هذا المعنى من العجب..

 والعبادة التي تفسد هي أن لا ترى غير الله، فإذا تعجبت من أمرٍ ما وكأنما انصرفت إلى ذلك الشيء وأفست العبادة الحقيقية التي لا يصلها إلا من لا يرى إلا الله (وما أرسلنا قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) .

↩ وهكذا تعلمت بعدها أن أقف بين يدي النص الديني أمياً وأتنازل عن كل ثقافة مسبقة يستعين بها الناس لفهم النص الديني، فالكلام الإلهي مبين بذاته يبين الكلام ولا يبينه الكلام، ويفسر الثقافات والعلوم ولا تفسره الثقافات والعلوم، وينبغي أن نثق بالنص الديني أكثر من ثقتنا بأي شيء آخر، كما قال أمير المؤمنين عليه السلام في ما يروى عنه: (إني بما يقوله رسول الله صلى الله عليه وآله أوثق مني بما تراه عيناي).

 فكونوا أميين فقراء الى الله ليغنيكم الله. (هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم).

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار