القانون الجعفري... قضية دينية بحتة أم تزويج القاصرات؟ بقلم الشيخ علي الطيار

# هل مطلب الشيعة بقانون أحوال شخصية وفق المذهب الجعفري عبارة عن خدعة ، والحقيقة هي تمرير قانون يبيح تزويج القاصرات؟؟؟؟
جدلية بين العلمانيين والمنخدعين بهم من الشيعة ، وبين من يطالب بهذا القانون الجعفري.
# تعرّف على حقيقة الأمر.
# سن البلوغ 9 سنوات !! ، ما معناه؟
# هل هو تخلف وحكم على ما كان في عهد الستينات والسبعينات؟؟

ما أثير من أن القانون الجعفري هو عبارة عن زواج للقاصرات، وقد روجت له الكثير من وسائل الاعلام من قبل 4 سنوات عام 2014 والى اليوم، ما حقيقة ذلك ، ولماذا كل هذا الصخب الاعلامي؟ ولماذا أميريكا وبريطانيا الداعمة للزواج المثلي وتزويج البشر من الحيوانات والمنادية بالحرية تجند طاقاتها الكبيرة لهذا الشأن؟؟
تُركز الإدارة الأمريكية في إعلامها الاستراتيجي في العراق على شريحة كبيرة يُسمونها (لا يدري) أي من الممكن ممارسة حالة اعلامية معه وتدريجيا سيصدق الكاذب ويكذب الصادق

لقد اختزل المعترضون للقانون الجعفري ما يقرب الـ1000 مادة من القانون الجعفري كمادة فقهية كتبها أخصائيون في الفقه والقانون في الأحوال الشخصية في أبواب متعددة في الارث والوصية والعقود والزواج والطلاق وغيرها.
اختزلوها كلها في التركيز على أن القانون الجعفري يعني أن المذهب الشيعي يعتبر البلوغ 9 سنوات عند البنت وهذا يعني تزويجها بهذا العمر.
وهذه كذبة واضحة جدا كما سأبينها صدقها السذج من الناس كعادتهم ، أو كل أحد يسمع من طرف واحد وهذا الطرف مناوئ للاسلام.
((سأبين أن البلوغ ليسا سنا للزواج مطلقا وهذه كذبة اختلقها الأعداء ليخدعوا الناس فقط))

بيان ذلك بأمرين:
# الأول:
إن الشريعة الاسلامية ولكي تصحح معاملات الناس اشترطت شروطا معينة كما تشترط أي جهة او شركة شروطا معينة لتصحيح المعاملة من وجهة نظرها ، وكون الشريعة الاسلامية هي الأدرى بصحة أي عقد يتم بين طرفين لذلك اشترطت البلوغ والعقل والرشد وغيرها لتصحيح المعاملة.
ففي البيع – وهو معاملة بين طرفين - لا يصح للصبي الشراء والبيع والاجارة وغيرها من عقود إلا بعد توفر الشروط فيه ومنها البلوغ والعقل ورشده فيما يبيع ويشتري.
ومن جملة هذه العقود هو عقد الزواج والبلوغ شرط لصحته حاله حال أي عقد يجري بين طرفين.
فلماذا يتم التركيز على شرطية البلوغ وفي الزواج فقط؟؟؟
وذلك ليوصلوا فكرة كاذبة ومغلوطة الى المجتمع عامة ان هذا القانون جعل من أجل تزويج التي بلغت تسعا اي تزويج القاصرات.

الحقيقة التي يخفونها عنكم:
والحقيقة التي يخفونها أن القانون الجعفري وكونه منطلقا من رحم الشريعة وضع عدة شروطا لصحة عقد الزواج أولا البلوغ حاله حال أي عقد
ثم الرشد وهذا شرط مهم فالرشد يقدر بقدر نوع العقد ويختلف من بيئة الى بيئة اخرى ، ومن عائلة الى عائلة بحسب التربية التي تلقاها الاولاد ، كما انك تطمئن من شاب بعمر 20 سنة يمارس معاملة شراء سيارة ولا تطمئن له في معاملة شراء بيت مثلا، فان الأمور تقدر بقدرها ، أو ممكن أن ترسل ولدك لشراء شيء بقيمة 25،000 لكنك لا ترسله لشراء شيء بقيمة 250،000 دينار لأن الرشد في كل معاملة بحسبها وبحسب الشخص ومؤهلاته وبيئته وتربيته كما قلنا.

وهنا السؤال لكل من يقول: أن القانون الجعفري يريد تزويج القاصرات ، هل البنت بعمر 9 سنوات تعتبر راشدة؟؟
وأكيدا الجواب: لا
وطبعا لا يمكن لها أن تتزوج بحسب القانون الجعفري اذن ، لأن القانون الجعفري كما يشترط على الطرفين المتعاقدين البلوغ كذلك يشترط الرشد ، ومادام الطرفان غير راشدين فلا يمكنهما الزواج
وعلى فرض أن البنت كانت بالغة وراشدة في عمر 14 سنة على سبيل المثال – وهو عمر تتزوج به في بعض ولايات أميريكا – لكن ولي أمرها كالأب لم يوافق على الزواج ، كذلك لا يسمح لها القانون الجعفري بالزواج الا بعد موافقة ولي أمرها.
وعلى فرض أن البنت أو الولد كانا بالغين، راشدين، وأبويهما راضيين بتزويجهما ، لكن القاضي الذي يحكم وفق مواد القانون الجعفري لم يرَ إمكانية لزواجهما لعدم أهليتهما النفسية والجسدية والعقلية في الحياة الزوجية فالقانون الجعفري يقول هنا له الحق بعدم امضاء هذا الزواج.
فأي كذبة ومخادعة بقيت ان القانون الجعفري يزوج القاصرات؟
إذا كان الرشد ورضا الأب وموافقة القاضي شروط اذا تمت تم الزواج

الثاني:
باذن الله تعالى سأنشر مقالا آخرا بعنوان: (معادلة سن البلوغ بالنظريات العلمية المتداولة) يوضح كذبة العلمانيين من ان القانون الجعفري من أجل تزويج القاصرات ، وخدعوا به السذج من الناس