المقالات والبحوث

حوار مع مدخن، بقلم الشيخ عماد الهلالي

حوار مع مدخن، بقلم الشيخ عماد الهلالي
المصدر: واحة_ وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


حوار مع مدخن، بقلم الشيخ عماد الهلالي

الليلة ركبت مع سائق تكسي عائداً الى البيت فلاحظت أنه يدخن سيكارة وكان شاباً، ويظهر أنه كان لديه ذوق إذ فتح الشباك ليتجنب إيذائي بدخان سيكارته.

فاستغللت حسن ظني به وبدأت حواراً معه ليقطع التدخين، فقلت له:

إن حق المؤمن على المؤمن النصيحة، وأنا أنصحك بترك التدخين.

قال: لا أستطيع وليس عندي إرادة.

قلت له: إنك تستطيع فأنت الذي تشعل السيكارة وتضعها في فمك وليست هي التي تفعل ذلك.
قال: لا أملك الإرادة.

قلت له: إن الرجال تفعل أشياء عظيمة فتصعد الجبال وتقطع الأميال وتفعل أفعالاً عظيمة، فأنت تستطيع ذلك.

وأخبرته شيئاً عن مساوئ التدخين، وذلك أني رأيت ذات يوم لقاءً مع طبيب وهو يشرح عملية قام بها بفتح صدر أحد المرضى فظهرت طبقة سوداء كأنها زفت الشوارع على حافة رئته، فقال مقدم البرنامج واللقاء للطبيب: هل هذا الرجل يدخن؟ فأجابه الطبيب: لا بل يجلس مع مدخنين.

وأنت لو رأيت رئة مدخن وما تكون عليه بسبب القطران من التلف والاسوداد لتركت التدخين.

وإنك مع كل سيكارة تدخنها تمشي خطوة نحو الشهوة وتضاد بها العقل وتحطم شيئاً من إرادتك ولن يكون بإمكانك إنجاز الأعمال التي تتطلب عزماً وإرادة كصلاة الليل والبقاء مستيقظاً بين الطلوعين وغيرها من العبادات التي لا بد للإنسان منها ليتكامل.

وإنك بتدخينك تشمت بك الشيطان الذي سيقول لله تعالى: أرأيتك هذا الذي كرمت علي وأمرتني بالسجود له كيف جعلته يشتري بما رزقته من رزق يشتري مرضه وسقم بدنه..

وأخبرته بما يسببه التدخين من شيخوخة مبكرة وربما خرفاً مبكراً وتجاعيد للوجه وغيرها من التأثيرات على الجهاز العصبي حتى وجدنا كثيراً من المدخنين ضعيفي الخلق سريعي الاهتياج..
وأن التدخين ليس حلاً للمشاكل بل هروب منها وعلى الرجال ان يواجهوا مشاكلهم ويحاسبوا انفسهم ان شعروا بصراع نفسي لا ان يتهربوا منها بتخدير أعصابهم كما يفعل المدخنون..

ثم أخبرته أثناء الحوار أن التدخين يسبب نقص المناعة لدى أطفاله حين يستنشقون دخان السكائر.. فشهد بذلك واعترف ان لديه طفلاً قليل المناة كثير التمرض..

وقرر ان يقطع التدخين وقال: من اليوم سوف أقطعه ان شاء الله.

فشجعته على ذلك وأخبرته ان يقطعه رأساً ولا يعتمد التدرج لأن الدراسات الاستقرائية لمدمني السيكائر وغيرها أثبتت ان الذين يتدرجون بقطعه يعودون الى الادمان في ما بعد والذين تركوه نهائيا هم الذين قطعوه رأساً..

وحمدت الله ان أقنعت إنساناً بترك التدخين، فقررت ان انشر الحوارية بهذه الصياغة المعدلة لعل شخصاً آخر يقرأها وينتفع بها، فإن التدخين مهلكة كبيرة فقد لاحظت ان كثيراً من المدخنين انحرفوا بسبب ضيق الصدر والعصبية عن جادة الالتزام الديني واخذتهم العصبية الى حيث لا يحمد عقباه.

ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار