المقالات والبحوث

مَن هو السيّد محسن الحكيم (قدس)

مَن هو السيّد محسن الحكيم (قدس)
المصدر: واحة_ وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


مَن هو السيّد محسن الحكيم (قدس) ؟

السيّد محسن الحكيم (رضوان الله تعالى عليه)
هو السيّد محسن بن مهدي بن صالح بن أحمد بن محمود بن إبراهيم ابن علي الطباطبائي وهذا السيّد علي كان طبيباً مشهوراً ومنذ ذلك الزمان اكتسبت هذه العائلة لقب الحكيم بمعنى الطبيب واصبح لقباً مشهوراً لها ، كذا المشهور والمتداول على الالسن .
بعد وفاة السيّد الاصفهاني انقسمت المرجعية بين ثلاثة من أكبر الفحول آنذاك وهم السيّد عبد الهادي الشيرازي والسيّد حسين البروجردي في قم والسيّد محمود الشاهرودي ، وكان لكل واحد منهم نصيباً في المناطق الشيعية ، وبعد وفاة السيّد البروجردي سنة 1381 هـ 1961 م والسيّد عبد الهادي الشيرازي سنة 1382 هـ انحسرت المرجعية في اثنين من ابرز علماء وعظماء ذاك العصر وهما السيّد المترجم والسيّد محمود الشاهرودي المتوفي سنة 1394 هـ وعلى ضوء هذا أمكن ان نحدد مرجعية السيّد الحكيم (رحمه الله) العليا والزعامة لسائر بلدان التشيع أي من سنة 1382 هـ إلى سنة 1390 هـ هذه السنين كانت حافلةٌ بالأحداث والتقلُّبات السياسية والاجتماعية ، حتّى في هذه الحقبة ضهرت في اوساط التشيع ظاهرةُ القومية والشيوعية ، وغيرها من الافكا التي تصدّى لها ، فإذا أراد من يبحث عن هذه الشخصية أن يبتدأ من أول بروز له في احاديث التصدي للاحتلال البريطاني للعراق ، حيث كان في خدمة السيّد الحبوبي ومرافقه وقد نَصَّبَه مسؤولاً عن المجموعة المجاهدة في منطقة الشعيبة في جنوب العراق ، وكان على اطلاع واسع بالنوايا الخبيثة للاستعمار ، عندما أخذ يتبع سياسة ((فرّق تسد)) في العراق ، وعندما توفي السيّد الحبوبي (رحمه الله) بطحن خاتمه ونثره أمام الناس وسأل عن ذلك ، فقال أخاف ان يقع هذا الخاتم بيد اعدائنا ويقومون بإصدار الرسائل او بعض البيانات ضد التحركي الجهادي . هذا وعندما اخذ الحكام المرتبطون بالاجنبي بترويج افكار القومية العربية في العراق قام السيّد بالتصدي لتلك الافكار الغريبة والدخيلة على الثقافة الاسلامية وبالخصوص الثقافة الشيعية ، وقاوم ايضاً كلّ أشكال التعصب والتميُّز الطائفي والعرقي في العراق وخير شاهدٍ على ذلك إصداره الفتوى المعروفة حرمة مقاتلة الأكراد في شمال العراق عام 1964 م لأنهم مسلمون تجمعهم مع العرب روابط الاخوة والدين . وعندما روّجَ الشيوعيون في العراق لأفكارهم الالحادية أصدر فتواه المشهورة : ((الشيوعية كفر وإلحاد )) مما اضطر رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم إبعادهم عن الساحة السياسية .
ومن مواقفه السياسية الأخرى دعمه لحركاتِ التحرير في العالم الإسلامي وعلى رأسها حركة تحرير فلسطين ، واصداره بهذا الخصوص العديد من البيانات التي تشجب العدوان الصهيوني ، وتؤكد على ضرورة الوحدة الإسلامية لتحقيق الهدف الأسمى وهو تحرير القدس من أيدي الصهاينة المعتدين .
أما مشاريعه فقد اهتم (رحمه الله) بتأسيس المكتبات العامة في انحاء العراق كافةً لنشر الثقافة الإسلامية وتوعية الشباب المسلم وحمايته من الانحراف والانجراف وراء الأفكار الهدّامة التي كانت ناشطة ومنتشرة آنذاك وقد بلغ عدد تلك المكتبات اكثر من 70 مكتبة وكان أكبرها مكتبة الإمام الحكيم العامة في النجف الأشرف التي احتوت على كتب متنوعة الثقافات ، إضافة إلى ذلك فقد قام ببناء المساجد والحسينيات في العراق وفي لبنان وسورية وباكستان وافغانستان والمدينة المنورة ، وجعلها مراكز دينية لإجراء العبادات وإقامة الاحتفالات ونشر الأفكار الاسلامية ، وتوضيح المسائل والاحكام الشرعية ، وتوضيح ونشر افكار اهل البيت الأطهار (عليهم السلام) وتأسيس المراكز الثقافية الإسلامية في نقاط مختلفة من العراق ،إضافة إلى الإرث الذي الّذي تركه للأمة الإسلامية كمستمسك العروة الوثقى ، وقد اصبح هذا الشرح محط نظر العلماء ، وحقائق الأصول وهي تعليق على الكفاية ، ودليل الناسك وتعليقه على كتاب رياض المسائل ورسالة مختصرة في علم الدراية ، وشرح تشريح الأفلاك وغيرها.
وتوفي في السابع والعشرين من ربيع الأول 1390 هـ 1970 م واستغرق تشييعه من العاصمة بغداد إلى النّجف الأشرف مدة يومين بموكب مهيب ودفن بمكتبته العامة في النّجف الأشرف.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار