موعظة الأربعاء
الشيخ هادي ال راضي

موعظة القاها سماحة الشيخ هادي آل راضي يوم الاربعاء في مجلس درسه وكان موضوعها الامر بالمعروف والنهي عن المنكر

عّن الامام الصادق عليه السلام قال النبي محمد صلى الله عليه وآله
(كيف بكم إذا فسدت نساؤكم، وفسق شبابكم، ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر) فقيل له: ويكون ذلك يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وآله: (نعم). فقال: (كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر، ونهيتم عن المعروف) فقيل له: يا رسول الله ويكون ذلك؟ فقال: (نعم وشر من ذلك كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً والمنكر معروفاً؟)

النبي الاكرم صلى الله عليه وآله يُحذر من هذه الحالة وهي - اذا فسدت نساؤكم وفسق شبابكم-

هذه المرحلة مهمة جدا -اذا رأيتم المنكر معروفا والمعروف منكرا- لان الشخص يرتكب المنكر ويعرف انه منكر يوجد أمل ان يرجع هذا الانسان ولكن توجد مرحلة انه يعتقد ان المنكر معروف والمعروف منكر وهذه المرحلة خطرا جدا

والإنسان يعلم ان هذا منكر وينبغي تركه وهذا معروف ينبغي فعله ولكن الانسان تكون عنده شهوة او رغبة تجعله يرتكب هذا الشيء الذي ينبغي تركه ويعرف جيدا انه منكر ولكنه يأتي به عصيانا وهذه مرحلة ولكن هناك مرحلة ثانية يعتقد ان المعروف منكر والمنكر معروف وهنا لا يوجد احتمال ان ينصلح لانه يعتقد يشيع المنكر حتى يكون معروفا

هذه المرحلة خطرة جدا والآن سقط شرط من شرائط الامر بالمعروف والنهي على المنكر وهو احتمال التأثير اذا لم يوجد احتمال التأثير وحده معناه تسقط هذه الفريضة

عندنا شرائح كثيرة في المتجمع تقطع ان الكلام معهم لا ينفع ولا يؤثر معناه لا امر بالمعروف ولا نهي عن منكر

اهم الفرائض تذكر في القران الكريم مرة واحدة او ثلاث او خمس ولكن الامر بالمعروف دائما يتكرر في القران الكريم وهذا دليل على ان الشارع اهتم بها كثيرا

المسالة ليس تأثير وعدمه بل هي أعمق من هذه المسالة ترتبط في هذا الحديث -الذي بدء سماحة الشيخ به موعظته- صحيح أنه يرتكب منكر وكلامك معه لا ينفع ولكن عند الارتكاب للمنكر سوف يشعر انه منكر

اذا انت تركت هذه الفريضة وهذا تركها سوف يصبح المنكر معروفا ويكون شيء طبيعي من يرتكبه لا يشعر باي حرج وهذا نتيجة ترك هذه الفريضة وهي الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .

والحمد لله رب العالمين