المقالات والبحوث

قبس من دعاء الندبة وشرحه ((أَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَالنِّفاقِ))

قبس من دعاء الندبة وشرحه  ((أَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَالنِّفاقِ))
المصدر: واحة_ وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


قبس من دعاء الندبة وشرحه
((أَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَالنِّفاقِ))

يتحدث هذا المقطع من دعاء الندبة المبارك عن أنّ للأمام المهدي (عجل الله فرجه) دوراً كبيراً في تحطيم وإسقاط الأبنية المتراكمة ولطيلة قرون متمادية من أبنية أهل النفاق والشرك.

فالإمام (عجل الله فرجه) أعطاه الله وظيفة إلهية وهي أن يقوم بإزالة ما تراكم من هذا البناء طيلة هذه الفترة الزمنية، ومن ثم تشييد بناء جديداً على الأسس التي أرسى قواعدها الأنبياء سيّما خاتمهم (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام) من بعده.

فالإمام المهدي (عجل الله فرجه) ناقض لكل ما أبرمه أهل الشرك من أفكار وآثار وسلوكيات، و إن الإمام المهدي (عجل الله فرجه)يأتي ليسقط كل ما عمّره البعيدون عن الله ويحطّم عقائدهم ووجودهم وقوتهم وجبروتهم.

و إن الإمام المهدي (عجل الله فرجه) يزيل تلك الجماعات المتشابكة والمشتبكة جذورها والمؤتلفة قلوبها على ابعاد الناس عن الله سبحانه وتعالى، و الذين يعددون الآلهة ويغطون بكيدهم ومكرهم ونفاقهم على نور الإله الواحد ظناً منهم أنّ السعي لإبراز الحقيقة الوحدانية وبيانها للناس وتوجّه الجميع نحو الواحد الأحد سيقصيهم ويمنع تحقيق أمانيهم ومصالحهم، فتشابكت على مر الدهور واشتركت أفكارهم واندمجت سلوكياتهم وأشرئب في قلوبهم هذا المعتقد الفاسد، فبنوا على أساسه كل هذا البناء من الظلم والطغيان والإفساد.

فكل فكرة باطلة وكل عقيدة منحرفة وكل سلوك أعوج هو نتاج هذا البناء الشركي والنفاق العقائدي، ولمّا اتّسع هذا البناء وزاد وتضخّم وكبر صار من العسير بمكان أنْ يزيله أحد، لأنّه يتراءى للناس من خلال مظهره أنّه يحمل قوّة ومكانة لايمكن إزالتها، فانصرف الناس عنها، فلم يبق إلا مدّخر السماء وهبة الإله ووصي الأولياء (عجل الله فرجه) ليكون هو الأمل الأخير في دكدكة هذا البناء المترامي وتحطيمه وسحقه.

و إنّ أسباب عملقة البناء الشركي والنفاقي هو أنّ الناس اشربوا حب الميل إليه بسبب عصيانهم وليس بسبب ضعف في همّة أولياء الله على طول خط الزمان، إلا أن مهدي الأمم (عجل الله فرجه) سيزوّد بطاقة هائلة وقدرة عملاقة ستكون هي السبب وراء أنْ يقض هذا البناء ويهدمه.

إنّه حقاً بناء لا يخلو منه وجود إلا من رحم الله تعالى، انّه بناء سيملأ الأرض، انّه بناء الظلم الذي يحتاج إلى الإمام (عجل الله فرجه) وظهوره ليزيله بيد عدله.

وقد أشارت جملة من الروايات الشريفة الى هذه الحقيقة في أنّ أبنية الظلم ستنتشر وأنّ أبنية الشرك والنفاق ستتسع وأنّ مزيلها الوحيد هو القائم المنتظر (عجل الله فرجه).

فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في خطبته يوم الغدير أنّه قال:
((معاشر الناس... إنّ خاتم الأئمة منّا القائم المهدي..... إنّه فاتح الحصون وهادمها، ألا أنّه قاتل كل قبيلة من أهل الشرك...)).

وعن الإمام الباقر (عليه السلام) في حديث له عن الإمام القائم (عجل الله فرجه) أنّه قال:
((ولا يترك بدعة إلا أزالها ولا سنّة إلا أقامها...)).

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار