المقالات والبحوث

نور على نور علاقة آية النور بأهل البيت (عليهم السلام) : بقلم الشيّخ عماد الهلالي

 نور على نور  علاقة آية النور بأهل البيت (عليهم السلام)  : بقلم الشيّخ عماد الهلالي
المصدر: واحة_ وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


نور على نور

علاقة آية النور بأهل البيت (عليهم السلام)

بقلم الشيّخ عماد الهلالي
وردت روايات عديدة في تفسير الآية الشريفة بأهل البيت (عليهم السلام)، فهل هي خاصة بهم، أم أن تفسيرها بهم على نحو المصداق فتنطبق على كل مؤمن بنحو المصداق العرضي، أم أن هناك فهماً يجمع بين التفسيرين بنحو تكون فيه المصاديق طولية؟( ).
أما التفسير الخاص بهم فهو أن تكون تلك الروايات خاصة بأهل البيت ويكون معنى الآية في مناقبهم دون غيرهم.
وأما المصداق العرضي فمعناه أن تكون الروايات التي أخبرت أن المشكاة أو الزجاجة صدر علي وأن المصباح محمد، لا تمنع من تفسيرها بصدر كل مؤمن ينطوي على الإيمان.
وأما المصداق الطولي فهو يعني العلاقة الطولية بين نفوس المؤمنين وأنوار أهل البيت (عليهم السلام) فتريد الروايات المفسرة لها بهم سلام الله عليهم الإشارة إلى منازلهم في النفوس لا سيما مع جمعها بالروايات التي تفسرها بالمعنى العام لجميع المؤمنين، ومن هنا فهي تنفع في معرفة النفس وأنوارها وتؤيدها روايات كثيرة أخرى.
وسنستعرض في ما يلي طائفة من تلك الروايات التي تعضد بعضها بعضاً في المواضيع المشتركة، ثم نتولى شرحها بما ينفع إن شاء الله تعالى في تقديم رؤية نفسية وكونية.
روى الكليني في الكافي بسنده عن صالح بن سهل الهمداني قال: (قال أبو عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: [الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكوة] فاطمة عليهما السلام [فيها مصباح] الحسن [المصباح في زجاجة] الحسين [الزجاجة كأنها كوكب دري " فاطمة كوكب دري بين نساء أهل الدنيا " يوقد من شجرة مباركة " إبراهيم عليه السلام " زيتونة لا شرقية ولا غربية " لا يهودية ولا نصرانية " يكاد زيتها يضئ " يكاد العلم ينفجر بها " ولو لم تمسسه نار نور على نور " إمام منها بعد إمام " يهدي الله لنوره من يشاء " يهدي الله للائمة من يشاء " ويضرب الله الامثال للناس)( ).
ورواه القمي في تفسيره باختلاف يسير وفيه (فيها مصباح المصباح) الحسن والحسين (في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري) كأن فاطمة عليها السلام).
وفي الكافي كذلك عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن عليه السلام قال: (سألته عن قول الله تبارك وتعالى: [يريدون ليطفؤوا نور الله بأفواههم] قال يريدون ليطفؤوا ولاية أمير المؤمنين عليه السلام بأفواههم، قلت: قوله تعالى: [والله متم نوره] قال: يقول: والله متم الإمامة والإمامة هي النور وذلك قوله عز وجل: [آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا] قال: النور هو الإمام).
وفيه أيضاً عن عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر (عليه السلام) (في قول الله عز وجل: [ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسناً] .. ثم إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وضع العلم الذي كان عنده عند الوصي وهو قول الله عز وجل: [الله نور السموات والأرض] يقول: أنا هادي السماوات والأرض مثل العلم الذي أعطيته وهو نوري الذي يهتدى به مثل المشكاة فيها المصباح، فالمشكاة قلب محمد (صلى الله عليه وآله) والمصباح النور الذي فيه العلم وقوله: [المصباح في زجاجة] يقول: إني أريد أن أقبضك فاجعل الذي عندك عند الوصي كما يجعل المصباح في الزجاجة، [كأنها كوكب دري] فأعلمهم فضل الوصي، [توقد من شجرة مباركة] فأصل الشجرة المباركة إبراهيم (عليه السلام) وهو قول الله عز وجل: [رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد] وهو قول الله عز وجل: [إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم]، [لا شرقية ولا غربية] يقول: لستم بيهود فتصلوا قبل المغرب ولا نصارى فتصلوا قبل المشرق وأنتم على ملة إبراهيم (عليه السلام) وقد قال الله عز وجل: [ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان المشركين] وقوله عز وجل: [يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء] يقول: مثل أولادكم الذين يولدون منكم كمثل الزيت الذي يعصر من الزيتون [يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء] يقول: يكادون أن يتكلموا بالنبوة ولو لم ينزل عليهم ملك)( ).
وروى الصدوق في التوحيد والمعاني عن الفضيل بن يسار قال: (قلت لأبي عبد الله الصادق عليه السلام: [الله نور السموات والأرض] قال: كذلك الله عز وجل قال: قلت: [مثل نوره]؟ قال لي: محمد صلى الله عليه وآله، قلت: [كمشكوة] قال: صدر محمد صلى الله عليه وآله، قلت: [فيها مصباح] قال: فيه نور العلم يعني النبوة، قلت: ... [يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية] قال: ذاك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لا يهودي ولا نصراني قلت: [يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار] قال: يكاد العلم يخرج من فم العالم من آل محمد من قبل أن ينطق به، قلت: [نور على نور] قال: الإمام على أثر الإمام).
وروى المجلسي في البحار مرسلاً عن الرضا عليه السلام أنه قال: (نحن المشكاة، والمصباح محمد صلى الله عليه وآله يهدي الله لولايتنا من أحب).
وفي تفسير القمي عن طلحة بن

زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام في هذه الآية [الله نور السموات والأرض] قال بدأ بنور نفسه تعالى [مثل نوره] مثل هداه في قلب المؤمن [كمشكوة فيها مصباح المصباح] والمشكاة جوف المؤمن والقنديل قلبه والمصباح النور الذي جعله الله في قلبه [يوقد من شجرة مباركة] قال الشجرة المؤمن [زيتونة لا شرقية ولا غربية] قال على سواء الجبل [لا غربية] أي لا شرق لها [ولا شرقية] أي لا غرب لها إذا طلعت الشمس طلعت عليها وإذا غربت الشمس غربت عليها [يكاد زيتها يضيء] يكاد النور الذي جعله الله في قلبه يضيء وإن لم يتكلم [نور على نور] فريضة على فريضة وسنة على سنة [يهدي الله لنوره من يشاء] يهدي الله لفرايضه وسننه من يشاء [يضرب الله الأمثال للناس] فهذا مثل ضربه الله للمؤمن، قال فالمؤمن يتقلب في خمسة من النور، مدخله ومخرجه نور وعلمه نور وكلامه نور ومصيره يوم القيامة إلى الجنة نور، قلت لجعفر بن محمد عليهما السلام جعلت فداك يا سيدي إنهم يقولون مثل نور الرب؟ قال سبحان الله ليس لله مثل قال الله لا تضربوا لله الأمثال)
وروى علي بن ابراهيم في قوله: [الله نور السموات والأرض - إلى قوله - والله بكل شيء عليم] عن أبيه عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) أنه كتب إليه جواباً: أما بعد فإن محمداً كان أمين الله في خلقه فلما قبض النبي صلى الله عليه وآله كنا أهل البيت ورثته فنحن أمناء الله في أرضه عندنا علم المنايا والبلايا وأنساب العرب ومولد الإسلام وما من فئة تضل مائة به وتهدي مائة به إلا ونحن نعرف سائقها وقائدها وناعقها، وإنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق وإن شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم أخذ الله علينا وعليهم الميثاق يردون موردنا ويدخلون مدخلنا ليس على ملة الإسلام غيرنا وغيرهم إلى يوم القيامة، نحن آخذون بحجزة نبينا ونبينا آخذ بحجزة ربنا والحجزة النور وشيعتنا آخذون بحجزتنا، من فارقنا هلك ومن تبعنا نجا والمفارق لنا والجاحد لولايتنا كافر ومتبعنا وتابع أوليائنا مؤمن، لا يحبنا كافر ولا يبغضنا مؤمن ومن مات وهو يحبنا كان حقاً على الله أن يبعثه معنا، نحن نور لمن تبعنا، وهدى لمن اهتدى بنا ومن لم يكن منا فليس من الإسلام في شيء وبنا فتح الله الدين وبنا يختمه، وبنا أطعمكم الله عشب الأرض، وبنا أنزل الله قطر السماء، وبنا آمنكم الله من الغرق في بحركم ومن الخسف في بركم وبنا نفعكم الله في حياتكم وفي قبوركم وفي محشركم وعند الصراط وعند الميزان وعند دخولكم الجنان، مثلنا في كتاب الله كمثل مشكاة والمشكاة في القنديل فنحن المشكاة فيها مصباح، المصباح محمد رسول الله صلى الله عليه وآله [المصباح في زجاجة] من عنصرة طاهرة [الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية] لا دعية ولا منكرة [يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار] القرآن [نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم] فالنور علي عليه السلام يهدي الله لولايتنا من أحب.. ( الرواية).

 

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار