المقالات والبحوث

الحوراء زينب(ع)معلمة الأجيال ✍ ماجدة الكعبي

الحوراء زينب(ع)معلمة الأجيال   ✍ ماجدة الكعبي
المصدر: واحة وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف

الحوراء زينب(ع)معلمة الأجيال 

 

✍ ماجدة الكعبي

 

 

إن 

إطلاق السيدة الحوراء زينب عليها السلام صرختها المدوية في مجلس الطاغية يزيد كان تجسيداً لحقيقة عظيمة في تاريخ الإيمان والحق. في تلك اللحظات التي بدت فيها السلطة في قمة جبروتها وعنفوانها، انتصرت الكلمة الصادقة والشجاعة اللامتناهية. السيدة زينب، بكل جرأتها، تحدت الطاغية وأكدت له أن قدره مهما عظم لن يستطيع محو ذكر أهل البيت عليهم السلام. بل على العكس، كانت كلماتها بمثابة ضوء ينير الطريق للأجيال القادمة، ليعرفوا حقيقة ما حدث ويقفوا بوجه الظلم والطغيان.(فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك فواللَّه لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ولا تدرك أمرنا ولا ترخص عنك عارها، وهل رأيك إلا فند وأيامك إلا عدد وجمعك إلا بدد يوم ينادي المنادي ألا لعنة اللَّه على الظالمين".

إن ما أظهرته السيدة زينب عليه السلام من شجاعة ووعي لم يكن مجرد رد فعل على ما جرى، بل كان رؤية استراتيجية لمستقبل بعيد. لقد أكدت أن الأمة لن تظل صامتة أمام محاولات الأعداء لطمس آثار أهل البيت عليهم السلام وتزييف الحقيقة. هذا الفداء والتضحية لم يكن فقط من أجل الحاضر بل من أجل المستقبل أيضاً، حيث يمكن أن يستعيد الناس ذكريات العزيمة والحق ويواصلوا نشر مبادئ أهل البيت ونضالهم ضد الظلم.

ان السيدة زينب عليها السلام لم تكن مجرد شاهد على الأحداث، بل كانت منارة تهدي الأجيال القادمة. كلماتها كانت بمثابة تحذير وتأكيد على أن معركة الحق ضد الباطل ليست معركة وقتية، بل هي مسيرة ممتدة تتطلب منا جميعاً الإصرار على الحفاظ على ذكرى أهل البيت ونشر مظلوميتهم. هذا التأكيد على استمرارية الرسالة والنضال يعزز من عزيمتنا اليوم لمواصلة الدفاع عن الحق، مهما كانت التحديات والصعوبات.

في النهاية، تبقى رسالة السيدة زينب عليها السلام شاهدة على قوة الإيمان والثبات أمام الطغيان، وملهمة لكل من يسعى إلى تحقيق العدالة وإظهار الحقيقة. لن تستطيع أي قوة مهما كانت عظيمة أن تمحو ذكر أهل البيت عليهم السلام، بل ستظل تعاليمهم ونضالهم مصدر إلهام للأجيال القادمة في سعيهم لتحقيق الحق والعدالة.

من شجاعة وصبر السيدة زينب عليها السلام، يمكننا استخلاص العديد من الدروس القيمة. فقد كانت تجسيدًا للإيثار والشجاعة في أصعب الظروف، وواجهت المحن بصبر وثبات. بعض الدروس التي يمكن تعلمها تشمل:

الصبر في مواجهة المحن: السيدة زينب عليها السلام أظهرت صبرًا مذهلًا في مواجهة فقدان عائلتها ومرارة الأحداث، مما يعلّمنا أهمية الصبر والثبات في الأوقات والمواقف الصعبة.

الالتزام بالمبادئ: رغم كل التحديات، بقيت السيدة زينب وفية لمبادئها وتعاليم دينها، وهذا يذكّرنا بأهمية التمسك بالقيم والمبادئ مهما كانت الظروف.

الشجاعة والقيادة: شجاعتها في قيادة النساء والأطفال في الظروف الصعبة تبرز قيمة الشجاعة والقدرة على تحمل المسؤولية والقيادة بحكمة.

التفاني في نصرة الحق: كانت السيدة زينب نموذجًا في التفاني لنصرة الحق، حتى في مواجهة الظلم، مما يعلمنا أهمية الدفاع عن المبادئ والقيم الصحيحة.

القدرة على تحويل الأزمات إلى فرص: من خلال قوتها وصبرها، استطاعت السيدة زينب أن تحول الأزمة إلى رسالة قوية للتغيير والوعي، مما يُظهر كيف يمكننا تحويل التحديات إلى فرص للنمو والتأثير الإيجابي.

تعلم هذه الدروس يعزز من قوتنا الشخصية ويساعدنا في مواجهة التحديات بوعي وحكمة وشجاعة ولاننسى  قولها  لطاغية  عصرها (لعنهالله) فكد كيدك ، واسع سعيك ، وناصب جهدك ، فو الله لا تمحو ذكرنا ، ولا تميت وحينا...

فسلام  على الحوراء زينب معلمة الأجيال

مابقي الليل والنهار.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار