كلمات لله فيها رضا ، للموعظة والتذكير ، بمناسبة ذكرى بداية إطلاق موقع فيسبوك في يوم ٤/شباط (فبراير) .. بقلم الشيخ حيدر اليعقوبي

هل خطر في بالك ان صفحتك على الفيسبوك ، هي في الواقع نموذج مصغر لصحيفة حياتك التي ستكون رصيدك الفعلي الذي ستلاقي به رب العالمين ..
هل فكرت لحظة في ان سجل البحث في حاسوبك الخاص او هاتفك الخاص ، إنما هو نموذج مصغر لسجل اعمالك ، الذي ستواجه به ربك وخالقك في يوم من الأيام ..
فلنتأمل و لننتبه جميعاً حين نريد ان نكتب شيئا او نشارك احدا او نصادق احدا في صفحته على الفيسبوك ..
فان كل واحد منا إنما يفعل في صحيفته ما الله مطلع عليه ومسائله فيه ومحاسبه عليه .
ولنتقِ الله ربنا حينما نريد ان نبحث عن شيء في محركات البحث على الانترنت ، فان سجلاتنا محفوظة هناك ، حتى لو مسحه كل واحد منا من حاسوبه وهاتفه ..
يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا ، أحصاه الله ونسوه ، والله على كل شيء شهيد ، ووجدوا ماعملوا ووضع الكتاب ، فترى المجرمين مشفقين مما فيه ، ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها ، ووجدوا ماعملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا .
هكذا ينبغي ان نفهم الامور ونتعامل معها ، والوعي مطلوب دائما ، والالتفات ضروري قدر الإمكان ، وما يلقاها الا الذين صبروا ، وما يلقاها الا ذو حظ عظيم ..
أتمنى من كل قلبي ، أن يتصور كل واحد منا ، وكأنما هو في يوم الحساب ، وقد قيل له : ( اقْرَأْ كِتَابَكَ ، كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ) .
فيراجع صفحته على الفيسبوك ، وينظر الى ما نشره فيها ، فإن منشوراته تعبر عنه ولو إجمالاً ..
وليحاسب نفسه ويحكم عليها عندئذ ، هل هو سائر في رضا الله تعالى الى الجنة ، أم لا .
رتّب صفحتك و راقبها
كي تبدو في أحسن صورة
لا تنشر فيها معصية
وإحذر فالدنيا مغرورة
منشوراتك سوف تراها
في يوم جزائك منشورة
صفحتك كتاب لو تدري
وحياتك فيه مسطورة

بقيت ملاحظة أخيرة ، وهي أنه ليس المهم أبداً أن تحصل منشوراتك على إعجابات الناس مهما كانوا ، وإنما المهم أن تحصل منشوراتك على رضا الله تعالى وقبوله ، فإن هذا هو الفوز الحقيقي والنجاح الواقعي ..
جعلنا الله تعالى من أهل طاعته ورضاه ، ووفقنا لكل ما يحبه ويرضاه