الزيارة الفاطمية في مرآة
( واذكر في الكتاب )
بقلم الشيخ عمار الشتيلي

المتدبر في القران الكريم يجد مناهج عديدة وضعت لهداية الناس وارشادهم ، وتوجيههم نحو الطريق المستقيم ، ومنها منهج ( القدوة الصالحة والاسوة الحسنة )
قال تعالى :
( ولقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة )
فطرح الكتاب العزيز من اجل تاصيل هذا المبدأ ( الاقتداء والتاسي ) نماذج من الكمل من البشر وهم الاولياء ( الانبياء والاوصياء ) ( ومن انتجبتهم السماء كمريم ع ) .
ودعا وحفز لاستذكار حياتهم ،
واحياء تراثهم ،
واستجلاء الدروس والعبر من اثارهم ، والتوقف عند محطات حياتهم المشرقة ، واستنطاق ما فيها من قواعد تستقيم بها الحياة ،
وتبنى بها المجتمعات ،
و يشيد بها صرح الإنسان المتحضر .
قال تعالى :
.. ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا ) ____
.. ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىٰ ۚ إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا )
____
( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا )
___
( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا )
__
( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا )
__
( وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ )
___
( وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ )
__
( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا)
___
( وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ * إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ * وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ )
__________
ومن هنا اقول: نريد ان ننطلق من هذا المنهج القرآني لإحياء ذكرى سيدة نساء العالمين ع ، المحتفى بها في الزيارة الفاطمية في النجف الاشرف ( 3 جمادى الآخرة ) .
وهي _ اي البتول الطاهرة _ من حيث الشخصية غنية عن التعريف :
فهي ابنة الصفوة ، وبقية النبوة ،
ومنها ورث المعصومون ميراث النبوة والامامة .
و هي من ثاني الثقلين الذي يكشف اعمدته في كلامهم وسلوكهم وتقريرهم مقصد المشرع فيما يريده لبناء الانسان والمجتمع .
وهي الحجة الكبرى ، و العالمة العاملة ، والعابدة المسبحة ، والمجاهدة الشهيدة ، والسياسية المحنكة ، والخطيبة المفهوة ، والاعلامية الهادفة .
__
ومن حيث الدور الذي تحركت به رائدة العمل الرسالي فهي مثلت في مسيرتها من اجل مبادئ الاسلام وقيم الرسالة وصيانة المشروع الالاهي مثلت :
شرف النوايا ، وشرف الوسائل ، وشرف الأهداف.
___
ومن حيث مقاصد إحياء محبيها للزيارة الفاطمية في يوم شهادتها و التي فيها تتشح مشاعرهم وشعاراتهم بوشاح الوفاء والمحبة والاكرام لرسول الله صلى الله عليه واله في ذريته ( والمرء يكرم في بنيه ) فهي مقاصد عدة منها :
( مقصد علمي . حضاري . عقائدي .روحي . ثقافي . تربوي . وولائي .منطلق القدوة .منطلق المحبة والمودة . ربط الجيل بعظمائه .العبرة والموعظة ..)
وبهذا _ والحال هذه _ يأخذ الإحياء صورا وفعاليات متنوعة ثقافية وفكرية واعلامية وفنية وادبية وعلمية وشعائرية وتشييع رمزي .. الخ.
السلام عليك ياسيدة نساء العالمين