المقالات والبحوث

ظُلامة الزهراء ( عليها السلام ): بقلم الشيخ ميثم الفريجي

ظُلامة الزهراء ( عليها السلام ): بقلم الشيخ ميثم الفريجي
المصدر: واحة _ وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


ظُلامة الزهراء ( عليها السلام ): بقلم الشيخ ميثم الفريجي 

في جملة ما ينقل عن ظُلامة الزهراء عليه السلام وظروف استشهادها تذكر شبهات وددنا الاجابة عليها
١/ هل كان الامام علي ( عليه السلام ) في الدار في وقت حصول الهجوم عليها ؟ ولماذا لم يدافع عن الزهراء عليها السلام
٢/ ان الزهراء عليها السلام كانت بدون قناع اثناء الهجوم على الدار حيث انها لاذت وراء الباب رعاية للستر ، مع ان في الدار عدد من اصحاب امير المؤمنين الخلص الذين رفضو بيعة السقيفة السؤال هو كيف ان الزهراء عليها السلام بحجاب خفيف او بدون قناع واصحاب امير المؤمنين عليه السلام في الدار

⭕️ الجواب في جملة نقاط :
1⃣ الأصح ، والأكثر ، والأدق من الروايات : ان علياً (عليه السلام) كان متواجدا في الدار ، وقت الهجوم الغادر وهو الحق بلا شك

2⃣ تشير روايات الفريقين الى ان عددا من اصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله ) كانوا يتردّدون على دار علي ، وفاطمة ( عليهما السلام ) ، لأنهم لم يقتنعوا ، ويقبلوا بالبيعة للأول ، وكانوا يَرَوْن ان الحق لعلي (عليه السلام ) بوصية (رسول الله صلى الله عليه واله ) ، ومن هؤلاء الاصحاب : الزبير ، والمقداد ، وسلمان ، وطلحة ، وعمار مع بعض من بني هاشم ، والحسنان عليهما السلام
وكانوا في البيت حال الهجوم الغادر
3⃣ اشارت الروايات الى حدوث هجومين على بيت فاطمة ، الاول : لأجل صرف الناس عن علي (عليه السلام) بالوعد ، والوعيد ، وبالنار والحديد ، وفعلا لم يبق الا عدد قليل
الثاني : لأجل اخذ البيعة من الامام علي نفسه ، ولو تطلّب ذلك احراق الدار عليه ، وقتله
4⃣ ان الزهراء (عليها السلام ) اكبر ، وأجل ، وأعظم من ان يعلّمها احد بشأن الستر ، والحجاب ،وهي التي كانت تتحجّب من الاعمى ، وتقول لأبيها رسول الله ان لم يكن يراني فأنا اراه ، حينئذ لايضر وجودها بالحجاب الخفيف او بتمام حجابها في داخل دارها لانها اعلم بالستر ، والحجاب
5⃣ ان القوم لم يستأذنوا لدخول الدار ، وانما هجموا بكلّهم ، وجمعهم هجوما غادرا ، فاضطرت الزهراء ان تلوذ خلف الباب رعاية للستر ، والحجاب .
وفي عقيدتي انها حتى لو كانت بتمام حجابها فلا ترى التكليف يتطلب ان يرى هؤلاء الجهلة طولها ، وقوامها فضلا عن ان تتكشف أمامهم ، مع ملاحظة ان الدار صغيرة ، ولعلها كانت بمقربة من الباب لعملٍ ما من اعمال المنزل ، او تترقّب ما يأوول اليه تهديدهم
، وبذلك يتضح ان الزهراء لم تفتح الباب اصلا لان القوم لم يستأذنوا على هذا البيت الطاهر الذي هو من بيوت رسول الله الذي اوصانا الله تعالى بأن لا ندخله الّا بأستئذان
قال تعالى :(( يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتَ ٱلنَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ .... )) الأحزاب :٥٣
6⃣ بعد ما حصل على الزهراء (عليها السلام ) من حادثة الباب ، ولطمها الظالم على خدّها أخذت تنادي : يارسول الله لبئس ما خلّفك ابو بكر وعمر ، فوثب علي (عليه السلام ) فأخذ بتلابيبه ثم نتره فصرعه ، ووجأ انفه ، ورقبته وهمَّ بقتله ، فذكر قول رسول الله وما أوصاه به فقال : والذي كرّم محمدا بالنبوة - يا ابن صهاك - لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده الي رسول الله ، لعلمت انك لا تدخل بيتي .... الى اخر الرواية
7⃣ فحالت وصية رسول الله لعلي :( بأن لا يخرج بسيفه حتى يجتمع له أربعون رجلا ) دون جهاد علي لهم وهو يقول : اما والله ما الوم نفسي في جهادكم ، ولو كنت استمكنت من الأربعين رجلا لفرقت جماعتكم ...... الى اخر الرواية
والامام (عليه السلام ) اشجع العرب ، وهو القائل : ( لو اجتمعت عليّ العرب ، والعجم ما تزحزحت ابدا ) ، ومواقفه مشهودة في القتال ثم ان القوم وصل اليهم من داخل بيت النبي ، ومن بعض أزواجه ان الرجلَّ موصى ، فلا ينهض بسيفه لذا تجرأوا ، وتمادوا عليه
والنتيجة غُشي على الزهراء( عليها السلام ) وجُر علي بتلابيب سيفه لكي ينتزعوا منه البيعة ، ولم ، ولن يبايع طرفة عين ، ولكن نفّذ وصية رسوّل الله لمصالح الله ورسوله اعلم بها ، ولا تخفى على علي عليه السلام ، وقال :( لأسلمنَّ ما سلمت امور المسلمين ويكون الجور علي خاصّة )
والحديث ذو شجون وقصة الزهراء شهدتها ، وكتبتها ملائكة السماء ، وشاء الله ان تبقى ، ولاتنسى ، او تزول ، وتتجدّد في كل عصر من العصور مهما توارثت الشبهات ، وزادت فلا يضعفكم الحاقد ، والجاهل فأن كل ما جرى امر دبر بليل منذ الايام الاخيرة لمرض رسول الله ، بل اسبق من ذلك ، وقد استغل القوم انشغال علي ، واهل بيته ، وخلَّص أصحابه بتجهيز رسول الله فخطّطوا في السقيفة ، وبنوا على الظلم ، والاستفراد بالسلطة ، وعند الله تجتمع الخصوم ، وسيخبرهم رسول الله بظلمهم له ، ولابنته ، ولأهل بيته ، ولات حين مناص والله المستعان .

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار