المقالات والبحوث

إذا لم تكن بحال جيّدة، فلا بدّ أنّ محبّة أهل البيت (عليهم السلام) ناقصةٌ في قلبك! سماحة الشیخ بناهیان

إذا لم تكن بحال جيّدة، فلا بدّ أنّ محبّة أهل البيت (عليهم السلام) ناقصةٌ في قلبك! سماحة الشیخ بناهیان
المصدر: واحة _ وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


إذا لم تكن بحال جيّدة، فلا بدّ أنّ محبّة أهل البيت (عليهم السلام) ناقصةٌ في قلبك!
سماحة الشیخ بناهیان:


كلّ من كان محبّا لأهل البيت(ع)، ازداد استمتاعا بتديّنه وعباداته وزيارة بيت الله وتلاوة القرآن وغيرها.

أهمّ عامل يمنح الإنسان النشاط المعنوي ـ كما ويسري إلى حياته كلها أيضاً ـ هو عشقه للإمام. إذا كنت بحال سيّئة، فلا بدّ أنّ تكون محبّة أهل البيت (عليهم السلام) ناقصة في قلبك، ولا بدّ أنّ ولايتك متزعزعة.

إن محبّة المولى والعشق للإمام أرفع بكثير من أنواع العشق الأرضي! فيا ترى كم بوسع العشق الدنيوي أن يُنعِشَك حلالاً كان أl حراما، وكم يضفي على قلبك من صفاء بحيث يجعلك مستعدّاً لأن تقطّع إرباً إرباً في سبيل المعشوق؟!
لكنّك عندما تبلغ مرحلة «العشق للإمام» ستجد أنّ أقلّ ما ستقوم به هو «أن تُقطّع إرباً إرباً في سبيله» إنه أمر عجيب حقّاً!

إن هذه الأفلام الغرامية التي تحظى بعنصر الحبّ إلا كالملح في الطعام هي تعرّف الإنسان بشكل محدود على الحبّ. وهناك بونٌ شاسع بين هذا العشق والعشق الذي يكون بين الإنسان وإمامه؛ العشق والمتعة والحماس الحقيقي يقع هناك!

و يا ترى كم هو مدى شدّة الحبّ للوالدين، أو حبّ الأم لولدها، أو الحب بين الأخ وأخته أو الحب بین الزوجين؟! أقصى ما يبلغ الحب بين زوجين شابّين هو أن يبلغ ذلك الغرام الذي كان بين قيس وليلى! لكنّ الذين لمسوا محبّة الإمام الحسين (عليه السّلام) فهم يعلمون أنّه لا قياس بين هذه المحبّة بالمحبّة التي كانت بين قيس وليلى!

إن الغاية من تأليف قصّة ليلى والمجنون هي الاستعارة والإشارة إلى محبة المولى، وإلّا فإنّ محبّة ليلى والمجنون لا يمكن أن تكون مستمرّة بهذا القدر ومتنامية إلى حدّ أن يُقطّع المرء من أجلها إرباً إرباً.
لقد شاهدنا في جبهات الدفاع المقدّس (الحرب المفروضة) تجلّي هذا العشق لأهل البيت (عليهم السلام) حيث كان هذا العشق مصدر نشاط وقوّة المجاهدين.

وقد نُقل عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن: الرَّوْحُ وَ الرَّاحَةُ وَ الْفَلَجُ وَ الْفَلَاحُ وَ النَّجَاحُ وَ الْبَرَكَةُ وَ الْعَفْوُ وَ الْعَافِيَةُ وَ الْمُعَافَاةُ وَ الْبُشْرَى وَ النُّصْرَةُ وَ الرِّضَا وَ الْقُرْبُ وَ الْقَرَابَةُ وَ النَّصْرُ وَ الظَّفَرُ وَ التَّمْكِينُ وَ السُّرُورُ وَ الْمَحَبَّةُ مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَلَى مَنْ أَحَبَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِب‏… [انظر: المحاسن: ج1، ص152].
ولعلك تقول: «أنا أحبّ علي بن أبي طالب (عليه السلام)، لكنّني لا أشعر بهذا القدر من السعادة»!
إن سبب ذلك هو: حبّك له قليل!

قال الإمام الرضا(ع) في قوله تعالى (بِفَضْلِ اللَّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا) [يونس/58] «قَالَ بِوَلَايَةِ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ع هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُ هَؤُلَاءِ مِنْ دُنْيَاهُمْ.» [الكافي/ج1/ص423]

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار