المقالات والبحوث

إذا ظهر المهدي (عليهالسلام)، بقلم الحاج عماد الهلالي

إذا ظهر المهدي (عليهالسلام)، بقلم الحاج عماد الهلالي
المصدر: واحة _ وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


إذا ظهر المهدي (عليهالسلام)، بقلم الحاج عماد الهلالي

اختلف نظام التعليم

تشير بعض الروايات الشريفة إلى أن طريقة التعلم ستختلف في الظاهر بعد ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) فيمكن للمرأة أن تتعلم وهي في بيتها ويمكن للفرد أن يتعلم بدون الحاجة إلى متعلم ظاهري، وتوجد روايات نصت على مثل هذا ، وروايات أخر ذكرت عموميات يمكن استفادتها منها:

فمن الروايات التي ذكرت ذلك صراحة:

1- ما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال في ذكر المهدي (عجل الله فرجه): (ويسير الصديق الأكبر براية الهدى.. ويقذف في قلوب المؤمنين العلم فلا يحتاج مؤمن إلى ما عند أخيه من العلم، فيومئذ تأويل هذه الآية: [يُغنِ اللهُ كُلا مِن سَعتِهِ] (1).

2- ومنها ما روي من أنه زمان المهدي تقضي المرأة في بيتها بكتاب الله وسنة نبيه.

بتقريب أن هذا المثال هو لوفرة العلم بحيث أن المرأة في بيتها ورغم انعزالها يمكن أن تعلم بالحكم بكتاب الله وسنة نبيه وتقضي به، ويكون ذلك بطريقة استلهامية من نور الإمام المهدي (عليه السلام) بعد ظهوره.
 
3- ومنها ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): (إذا قام القائم بعث في أقاليم الأرض، في كل إقليم رجلاً، يقول: عهدك في كفك فإذا ورد عليك أمر لا تفهمه ولا تعرف القضاء فيه فانظر إلى كفك واعمل بما فيها).

فالرواية صريحة في أن يد الإنسان لها نمط من النطق في زمان الظهور وفيها نوع من التدوين والعهد سواء أكان ذلك النطق ملكوتياً كما في قول الله تعالى: [وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ] (فصلت:21).

أو كان النطق بطريقة ظاهرية كما في دلالة خطوط باطن الكف على معاني ترتبط بالإنسان، وهذه الصنعة وإن كانت اليوم ضرباً من الدجل لكثرة الظنون وسوء المضطلعين بها وكذبهم، إلا أن لها أصلاً لا بد أن يعيد الناس تنقيحه ليكون علماً له أسسه الصحيحة، فليس هناك شيء خلقه الله بلا معنى، واختلاف خطوط كف الإنسان شيء مثير جداً، ولا شك أن له دلالات يعرفها أهلها.

ومن الروايات العمومية التي تفيد هذا المعنى ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) من أن الرجل إذا أحبهم وأحبوه لا يٌسأل عن شيء إلا وألقوا في قلبه الجواب.

بتقريبين:

أحدهما: أننا يمكن أن نجعل هذه الطريقة عامة لكل مسألة وكل مجهول، حتى المجاهيل التي يتساءل الفرد عنها في نفسه.

وثانيهما: أن محبتهم ومحبيهم سيكونون أكثر عدداً وحباً بعد زمان الظهور حيث تقل المعاصي وتتضح الولاية.
 
وقد أشرنا في كتاب (قصة المعرفة) (2) إلى أن البشرية مرّت بعدة انحرافات غيرت الطريقة التعليمية التي كان الإنسان يتلقى بها العلم، وأن طريقة تعلّم آدم (عليه السلام) للأسماء لم تكن بحسب النظام التعليمي اليوم القائم على قراءة الكتب المكتوبة باللغات الوضعية والأسماء القاصرة، ووصية آدم (عليه السلام) لم تكن كتابة على ورق، وكذلك صحف إبراهيم وموسى (عليهما السلام)، وتعليم إدريس (عليه السلام) للناس العلوم المختلفة كان بطريقة أشبه بالطريقة الإيحائية. 

هامش
========

(1) مختصر بصائر الدرجات: ص 519.

(2) وقد ألقينا جزءاً منه في برنامج من على قناة النعيم الفضائية.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار