المقالات والبحوث

بمناسبة عيد المعلم: مشكلة وعلاج، بقلم الحاج عماد الهلالي

بمناسبة عيد المعلم: مشكلة وعلاج، بقلم الحاج عماد الهلالي
المصدر: واحة _ وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


بمناسبة عيد المعلم: مشكلة وعلاج، بقلم الحاج عماد الهلالي

لعل من أثقل الأمور على النفس أن تكرر كلاماً بسيطاً واضحاً لأكثر من مرة، فما بالك لو كنت تكرره كل عام؟.

وهذا الجهد النفسي يؤديه المعلم ولا سيما معلمي الابتدائية، فهو عطاء لا يرجع عليه بالفائدة العلمية في العادة ولا يطور خبرته في تلك المادة، فحينما تكرر نفس الكلام وتعلّم مفردات بسيطة لا تزداد علماً.

وهذه من أعظم التضحيات التي يقدمها المعلم للأجيال.

وكيف يمكن معالجة هذه المشكلة:

الخطوة الأولى: أن يأتي بشيء جديد ليس في المادة العلمية بل في طريقة التفهيم ويخترع أساليب جديدة في التفهيم مستفادة من تجربته السابقة.

الخطوة الثانية: أن يدرس نفسية الطفل الذي يُعلّمه، وكيف يستجيب للتعليم، ويسجل ملاحظاته، فإن نفس الإنسان عموماً بحر غزير من الأشياء غير المكتشفة، ولا سيما نفس الطفل الشفافة التي يمكن معرفة خلجاتها.

الخطوة الثالثة: أن يستثمر الأجيال التي تمر عليه لتوفير إحصائيات لأمور نافعة له وللباحثين، والإحصائيات شيء مهم جداً ولعلها اليد التي يصول بها الباحثون ومن دونها تكون الدراسات فقيرة في العادة والباحثون قليلي الحيلة.

الخطوة الرابعة: أن يكتب بحوثاً في علم نفس الأطفال تنفع ككتب ثقافية لغيره. وأن تعتني وزارة التربية بالجانب البحثي للمعلمين فتفتح لهم باب الترقية العلمية مثل ما في الجامعات ويكون لتلك الترقيات مردودات مالية.

الخطوة الخامسة: أن يفتح باب التواصل مع طلبته الذين تخرجوا منه إذا وصلوا إلى الثانوية والجامعة، وليتذكر قابلياتهم أيام كانوا عنده في الابتدائية، وستنفعه السيرة العلمية لهم كثيراً لتحسين طريقة تدريسه، فكم من طالب كان يبدو غبياً فإذا به عبقري في كبره، وكم من طفل يبدو ذكياً من حركاته ونشاطه ولكنه غبي في الجانب العلمي، كما قد يكون مبدعاً في جانب ويفشل إذا انتقل إلى جانب علمي أو اجتماعي آخر، وهكذا من الملاحظات الثمينة التي تمثل خلاصة عمر الطالب.

الخطوة السادسة: أن يحتسب ما ينفقه من جهد في تكرار المادة العلمية البسيطة عند الله فهو يزرع باستمرار بذور العلم في النفوس ويكون له أجر ثمراه حتى لو أثمرت في غير أرضه، ونسأل الله أن يعوض كل معلم وكل زارع ما أنفقه بما هو خير منه.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار