أخبار اسلامية

أخطاء تربوية شائعة - مهدي المالكي

أخطاء تربوية شائعة - مهدي المالكي

أخطاء تربوية شائعة 

(واحة) وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف
من الأخطاء الشائعة تربويا في هذا الزمان على وجه الخصوص أعني به زمان التقدم التكنولوجي  والتأخر المعرفي والاخلاقي ،عصر الانفتاح والتواصل الهائل والانغلاق النفسي والضيق في المشاعر و المدارك،  زمان العولمة والفضائيات والانترنت ، زمان سقوط الموانع والحواجز بين الإنسان وبين ما يريد الوصول أليه سمعيا وبصريا  وحسيا مما يعتبره أغلب الأولاد جزءا من مساحة ممارسة حرياتهم الشخصية التي لا يقبلون التخلي عنها مهما كانت الضرائب التي يجب عليهم دفعها مقابل  هذه الممارسة ، من الأخطاء الشائعة التي يرتكبها معظم الآباء بداعي الحفاظ على أبناءهم من الوقوع في المخالفات الشرعية والأخلاقية ، كل ذلك طبعا بنيات حسنة وحرص شديد على مصالح الأبناء في الدنيا والآخرة ، ومن باب التحسس لا التجسس  تنصيب هولاء الآباء أنفسهم في مقام الإله الرقيب العتيد المحاسب الدقيق ، الإله الذي يجب أن يطاع وتقدم له فروض الولاء والطاعة ، ولا يفكر الإبناء حتى بإمكان التهرب من سلطة رقابته ومحاسبته وعقابه  ، هذا الدور الذي يحاول الآباء تقمصه غالبا ما يؤدي إلى نتائج عكسية على الطرفين ، أهمها إضعاف علاقة الأبناء بالإله الحقيقي ووسمها بوسم القسر والخوف ، القسر الذي لا يمكن أن يدوم ،بدل أن تكون العلاقة مع هذا الإله هي علاقة الحب والشعور الطاغي بوجوب عبادته وطاعته ،إنطلاقا من علاقة العشق والوله بجمال صفاته العليا واسماءه الحسنى ، ووجوب شكره شكرا وإمتنانا له على عظيم ما أنعم وجميل ما ابدع، شكرا قوليا وعمليا يتناسب مع هذه النعم والابداعات في عالمي التكوين والتشريع ، وثاني النتائج السلبية إضعاف العلاقة بين الآباء والأبناء وإفقادها الثقة والحب والشفافية وهي أهم شروط العلقة الناجحة، فبدل هذا الأسلوب التربوي الخاطىء على الآباء بيان صفات جمال وجلال الأله الحقيقي والعمل عل تعميق وتوسيع مساحة الارتباط به ،وبيان مايحبه ويرضاه هذا الإله من عباده مما يعود عليهم بالخير والسعادة والإطمئنان النفسي والإتزان الفكري  ، وتحصينهم معرفيا واخلاقيا لمواجهة التحديات الفكرية والأخلاقية المعاصرة ، ثم تر ك الأبناء  ليمارسوا أعظم حرياتهم الإنسانية  في الإختيار للبدائل المطروحة أمامهم في كل موضوع حياتي فكري ومعرفي وسلوكي ، فإن اهم اسباب الإنحرافات الفكرية والسلوكية رغبة الانسان في ممارسة الحرية بالشكل الذي يفهمها ، فشعوره بحريته يساوق شعوره بإنسانيته ،وللقيود التي تفرض على هذا الإنسان أو التي يعتبرها كذلك جهلا منه بمعنى الحرية الحقيقية يلجأ إلى الأماكن المخفية والممارسات السريّة البعيدة عن عيون الرقباء لتجربة ما يجب عليه عدم تجربته، والتي طالما حذره منها القائمون على عملية تربيته في البيت او المدرسة او المسجد أو غيرها من المحافل الأجتماعية ، والتي يحاول تجربتها كنوع من كسر القيود التي تحاول تكبيل حريته ،يعضدها شغف الانسان وسعيه الشديد لتجربة كل جدبد وممارسة كل ممنوع ومعرفة كل مخفي فالإنسان مفطور على حب الخفاء واستكشاف المجهول  ؛مما يوقعه في الكثير من المخالفات الشرعية والأخلاقية ،
 كل ذلك - طبعا-  مع عدم أهمال مسألة المراقبة لهم ولكن من طرف خفي ودون إشعارهم بها ، وبهذا الإسلوب التر بوي  نكون قد خلقنا جيلا واعيا قادرا على تحمل مسؤولياته الفردية والإجتماعية المختلفة، جيلا يحترم إنسانيته، ويدرك ويعي ما  يجب عليه إزاء ربه وخالقه ، الذي أنعم عليه باعظم النعم ..... نعمة العقل والإختيار والوعي الإنتقائي التي شرفه وميزة بها عن سائر مخلوقاته...
............................................
# أسبوع الطفولة
مهدي عاتي المالكي.

 

 


----------------------------------------------------------
(واحة) وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف
© Alhawza News Agency 2017

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار