المقالات والبحوث

الحروف المقطعة وآراء المستشرقين الشيخ ليث عبد الحسين العتابي

الحروف المقطعة وآراء المستشرقين  الشيخ ليث عبد الحسين العتابي
المصدر: واحة - وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

 

الحروف المقطعة وآراء المستشرقين

الشيخ ليث عبد الحسين العتابي

تعرض المستشرقون للقرآن الكريم بالنقد وإثارة الشبهات بهدف إسقاط دليل سماوية هذا الكتاب، واسقاط نبوة محمد (صلى الله عليه وآله)، ومن ثَمَّ إسقاط قدسيتهما في نظر المسلمين وغيرهم.

فأثار (ديفيد صموئيل مرجليوث)( مستشرق انكليزي: 1858 ــ 1940م ) شبهة بلاغة الشعر الجاهلي، وادعى (كارس فلرس) (مستشرق ألماني: 1857 ـ 1909) و(باول كراوس) (مستشرق الماني من اصل تشيكوسلوفاكي) (1904 ـ 1994) ان القرآن لم يكن معربا، وان اللغويين هم الذين اعربوه وتطرق المستشرق الفرنسي (كازانوفا)(1861 ـ 1926م) في كتابه (محمد ونهاية العالم) الى ان القرآن قد أضيف الى الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) بعد وفاته.

أما المستشرقان (ابراهيم جيجر) و(رودي بارت) 1901 ـ 1983م) فقد ادعيا ان النبي محمداً صلى الله عليه واله قد استقى الكثير من تعاليم القرآن الكريم من كتب الأديان السابقة.

فقد ذكر (رودي بارت) ان الدعوة التي قام بها النبي محمد صلى الله عليه واله وهذه التصورات والأفكار الدينية كانت اشعاعات من المسيحيات واليهوديات التي كانت موجودة في الجزيرة انذاك (محمد والقرآن، رودي بارت: 64، ترجمة رضوان السيد).

وحاول مستشرقون آخرون أن يثبتوا ان القرآن تأثر بالديانات والكتب، فالمستشرق (ك. ارينز) له بحث بعنوان: (عناصر نصرانية في القرآن) نشر في المجلة الألمانية الشرقية (1930م)، وكتب(ج. بوستل 1505 ـ 1581م)عن (توافق القرآن والانجيل، عام 1543م)، وكتب (أ. بومشتارك) (مذهب الطبيعة الواحدة النصراني في القرآن، عام 1953م) وكذلك فإن للبارون(كاردي فو (1867 ـ 1953م) دراسات وبحوثاً كثيرة.

لقد شهدت بدايات القرن العشرين(صرعة تقديم القرآن للقارئ الأوربي باعتباره مختارات من افكار اليهودية والمسيحية، بالإضافة لقليل من الزيادات المحددة، ومعنى هذا انتفاء الجدة والأصالة والواقع، ان هذه النظرة تعد بقية من بقايا الدعاية المسيحية التي سادت فترة الحروب الصليبية، عندما كان على اوربا الغربية التي كانت ترتعد فرائصها من جيوش الإسلام أن تقوي دفاعاتها برسم صورة زائفة عن الإسلام، ان القرآن لم يكن مجرد ترديد لأفكار يهودية ومسيحية، فلقد اكد الإسلام نفسه بالفعل كدين مستقل عن اليهودية والمسيحية، وثمة ما يؤكد ان الإسلام كان بمثابة مستودع لدين ابراهيم في حالة نقائه الأولى)(اكذوبة تحريف القرآن بين الشيعة والسنة: 16).

شُبَهٌ حول الحروف المقطعة:

أما بشأن الحروف المتقطعة في القرآن الكريم فيذهب بعض المستشرقين الى مذاهب شتى كل من هدفه أو غايته او مدعاه، أو ما وصل اليه بحسب الأدلة المادية التي تتبعها، ومن هذه الآراء الرأي القائل بأن الحروف المقطعة رموز، وكل حرف يدل على معنى والهدف من وراء ذلك اثبات ان محمداً صلى الله عليه واله ليس بنبي ولا برسول وان القرآن ليس بكتاب سماوي.

وهناك من ذهب الى ان الحروف المقطعة رموز لأسماء بعض الصحابة، وهي اضافات متأخرة للنص القرآني، وليست جزءً من السور القرآنية التي وردت فيها، وآراء وأقوال كثيرة وردت بهذا الشأن (ومن اشهر الآراء في ذلك ما ورد عن: نولدكه، وشفالي، ولوت، وبوير، وهيرشفليد، ودي بور، وبلاشير، وماسيه، وبول ديك، وحوسنز، وغيرهم)، وسنحاول في السطور القادمة توضيح جملة من هذه الآراء المطروحة بما يتلاءم وطبيعة البحث.

فالمستشرق الألماني(تيودور نولدكه:1832، 1930م) يرى (ان الحروف المقطعة هي الحروف الأولى او الأخيرة مأخوذة من أسماء بعض الصحابة الذين كانت عندهم نسخ من سور قرآنية معينة، فالسين من سعد بن ابي وقاص، والميم من المغيرة ابن شعبة، والنون من عثمان بن عفان، والهاء من ابي هريرة، وهكذا)(تاريخ القرآن، تيودور نولدكه: 303، مباحث في علوم القرآن، صبحي الصالح: 239، موسوعة المستشرقين، عبد الرحمن بدوي: 417)، ثم عدل عن رأيه هذا ليتبنى رأيا آخر مفاده: (ان محمدا اراد بهذه الحروف ان يشير بصورة سرية الى الأصل السماوي للقرآن، فلا بد من أن حروفا كهذه كانت ذات وقع مهم في أذن رجل لم يتعرف الى الكتابة الا بقدر يسير جدا، فبدت له عجبا عجباً، واختلف وقعها لديه عن وقعها في اذاننا)(تاريخ القرآن، نولدكه: 306).

أما المستشرق (هـ. هرشفليد) فيصر على ان هذه الاختصارات هي اسماء لصحابة النبي صلى الله عليه واله. (تاريخ القرآن: 308).

أما المستشرق (بول ديك) فقال انها رموز لمجموعات الصحف التي كانت عند المسلمين قبل أن يوجد المصحف العثماني.

أما المستشرقان (دي بور)(مستشرق هولندي: 1866 ـ 1942م) و (جوسنز)(وقد خصها بدراسة تقدم بها للحصول على درجة الدكتوراه في خريف سنة 1920 ثم نشرها بعد ذلك في مجلة الإسلام التي تصدر في المانيا تحت عنوان ـ أصل الرموز القرآنية ومعناها) فزعما أنها اختصارات للأسماء القديمة لسور القرآن(الحروف المقطعة في القرآن الكريم، عبد الجبار شرارة: 35، مباحث في علوم القرآن، صبحي الصالح: 240).

وزعم المستشرق (جوسنز): ان هذه السور التي تحمل رموزا كانت ذات يوم منف

 

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار