المقالات والبحوث

الامام الصادق عليه السلام والمذهب الجعفري بقلم أم محمد رضا

الامام الصادق عليه السلام والمذهب الجعفري    بقلم أم محمد رضا
المصدر: المجمع العلمي لجامعة الزهراء (ع)

 

 

 الامام الصادق عليه السلام والمذهب الجعفري

  بقلم أم محمد رضا 

 

هناك سؤال يطرح في الأوساط الشيعية واوساط المخالفين السنة وهو انه لماذا اصطبغ اسم مذهب أهل البيت عليهم السلام  (بالجعفري) نسبة إلى الامام جعفر الصادق عليه السلام 

علما ان آبائه الذين سبقوه اكمل وازكى  وانمى واعلم منه عليه السلام. 

 

وهذا السؤال يجرنا إلى سؤال آخر وهو :

 

لماذا هذا التاجر الكبير والمرعب من العلوم في شتى حقولها في حياة جعفر بن محمد الصادق عليه السلام بحيث لم يبق حقل من حقول الكيمياء والفيزياء والرياضيات والهندسة والطب والفلك والرصد والنجوم والبحار والفقه والتفسير والعقائد وغيرها الا كان هو مؤسسها؟؟؟؟

في حديث الوصية التي نزلت قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم التي يذكرها الكليني في الكافي وفيها تكاليف المعصومين الاربعة عشر (اي الحقيبة الدبلوماسية كما يعبرون عنها الآن في الإصلاحات السياسية ).

 

ففيها ما يجب على علي القيام به حيث قال له (ان وجدت أربعين شخصا فجاهدهم)

 

وفيها للحسين عليه السلام(اخرج انت واهل بيتك واصحابك الشهادة فلا شهادة لهم الا معك) ففضه اي قتحه وعمل بمافيه 

إلى أن يصل الأمر للامام الصادق عليه السلام ففك وصيته فوجد فيها(ان اخرج من بيتك واجلس في المسجد وافتي الناس وانشر علوم ال محمد وان الله حافظك).

 

فلذلك كان من وصية الله التي أنزلها في كتاب الوصية ان يُخرج الامام الصادق عليه السلام علوم ال محمد وان يفتي الناس في الحلال والحرام فلذلك انتشرت علوم لم تكن قد انتشرت من قبل وعندما تيقن علماء العالم من سعة علمه شُدت اليه الرحال من كل افطار العالم .

 

يقول ابن بطوطة وابن خلدون الناصبي "لم يبلغنا ان عالما شدت إليه الرحال على أصناف العلوم وتمددهاولم يبدي عجزا مثل جعفر بن محمد ".

 

ويقول العالم الهنكاري باستير في كتابه

جعفر بن محمد والغرب 

"اذا اردنا الإنصاف نقول ان أوربا في ثورتها الصناعية تدين لعلوم الرجل العربي جعفر بن محمد".

 

وينقل لنا التاريخ عن جابر بن حيان كبير علماء العرب وابن النفيس واضرابهم. 

يقول جابر بن حيان في كتابه التوالدات

"مادهتني داهية في العلم الا وطرقت جعفر بن محمد ليلا فكشف لي غوامض العلوم "

وهذا نور قليل .

 

والسؤال 

كيف لدتسنى لرجل ان يجيب عن علم الكيمياء والفيزياء والضوء والتسلية والذرة التي لم تكن مكتشفة سابقا .

وكذلك الرياضيات والهندسة والجبروعلم الاشكال والهيئة وعلم الحيوان وعلم الجيولوجيا كيف استطاع أن يجيب عنها وهو لم يدرسها أبدا؟

لعله يستطيع أن يجيب عن علم الفقه والتفسير والأحكام كونها علوم اسلامية نتعلمها من آبائه اما تلك العلوم كيف تسنى له ان يعرفها؟؟؟؟.

والإجابة عن هذا السؤال نحتاج مقدمتين أو ثلاث حتى نعرف عظمة علم هذا الامام .

١-ورد عن الامام الصادق عليه السلام انه دم سمعوه يقول :

(اني لاعلم ما في السموات ومافي الأرض واعلم ما في الجنة وما في النار واعلم ماكان وما يكون )

فمكت هنيهةفرأى ان ذلك كبر على سمعهم منه.

فقال علمت ذلك من كتاب الله عز وجل يقول "فيه تبيان كل شي " .

٢-ثم نبقى مع القرآن الذي فيه تبيان لكل شي 

-حيث وصف القرآن نفسه 

(ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم )

يعني اصوب

-ووصف نفسه أيضا(وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم ما في البر والبحر وماتسقط من ورقة الا يعلمها الاحبة في ظلمات الأرض ولارطب ولايابس الا في كتاب مبين).

وهذا الكتاب مبين ليس فيه متشابه

-ووصف نفسه (مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها).

-ووصف نفسه(ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي).

-ووصف نفسه(لقد أنزلنا اليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون)

-ووصف نفسه(مافرطنا في الكتاب من شي).

-ووصف نفسه(وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره الا في كتاب).

والان نأتي :

اذا كان هذا الكتاب فيه خبر السماء والأرض ومنكم وحياتكم ورطبكم ويابسكم ولم يغادر صغيرة ولا كبيرة ولم يغادر شي فألى من صار؟؟؟؟؟؟

وبيد من أصبح؟؟؟؟؟؟؟

القرآن يجيب

(ثم أوردنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا)فاطر

€فهو موروث عند المصطفين. والمصطفين من ذرية محمد صلى الله عليه واله وسلم 

-يقول القرآن الحكيم 

(بل هو ايات بينات في صدور الذين أوتوا العلم)

يسأل جابر بن يزيد الجعفي الامام الصادق عليه السلام 

من هؤلاء الذين أوتوا العلم ؟

قال عليه السلام :هم نحن .ونحن المطهرون في القرآن

ياجابر حيث قال (انه لقران كريم في كتاب مكنون لايمسه الا المطهرون)

- ثم بينَّ من هؤلاء المطهرون حيث قال :

(انما يريد الله أن يذهب الرجس عنكم اهل البيت ويطهركم تطهيرا)

انما قال لايمسه ولم يقل لايلمسه 

 اي لايدرك معانيه الا العالمون.

كذلك المطهرون ليس التطهير الوضوئي وإنما بالتطهير الاجتبائي كما قال سبحانه في شأن مريم 

(ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين)

 

إذن الكتاب الذي فيه تبيان كل شي موروث وراثة للامام الصادق عليه السلام فبه وبغيره استطاع أن يجيب على كل العلوم وكل شي حتى روى عبد الاعلى مولى آل سام قال :

سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول :

والله اني لاعلم كتاب الله من اوله الى اخره كانه في كفي. 

خبر السماء  وخبر الأرض وخبر ماكان وخبر ماهو كائن .

قال الله عز وجل (فيه تبيان كل شي).

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار