المقالات والبحوث

أسباب الانتحار بقلم السيد حازم الميالي

 أسباب الانتحار  بقلم السيد حازم الميالي
المصدر: واحة - وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

 

أسباب الانتحار

بقلم السيد حازم الميالي

 

للانتحار اسبابه المسجلة في علم النفس وعلم التربية، والمدونة لدى الاطباء والمتخصصين في مجال الصحة..

وكلما وضعنا الاصبع على الاسباب الحقيقية الخاصة ببيئتنا وبظرفنا العراقي فهو الانجع والاقرب للوصول الى المعالجة.

ومن أسباب الانتحار في العراق في الاونة الاخيرة مايلي:

١. الخواء الفكري والثقافة السطحية التي يمتلكها الشاب المنتحر، خصوصا من كانت اعمارهم تتراوح من (١٤_ ١٨)، هذه الثقافة المتأتية من الفيسبوك ومقاطع اليوتيوب، ومما التقطه الشاب من مسلسلات اجرامية كحلقات (علم دار) المليئة بالقتل بدم بارد، وايضا مما يسمعه في المقاهي وغيرها من معلومات هزيلة. مع قلة او انعدام المعرفة الدينية التي تبين للانسان فلسفة الحياة ولماذا نعيش ومن اين وفي اين والى اين.

٢. وفرة الالعاب المشجعة على الانتحار والقتل وسهولة نزع الروح، كلعبة مريم والحوت الازرق وتحدي شارلي وغيرها، وبين ايدينا عشرات التقارير المتلفزة والموثقة لمنتحرين قادتهم هذه الالعاب للموت.

٣. توثيق بعض المنتحرين لعمليات انتحارهم ونشرها في وسائل التواصل، وهو ما يعد جريمة كبرى أدت لكسر حاجز الخوف لدى الشباب وعلمت الناس مختلف الطرق المؤدية للانتحار.

٤. تحول الانتحار والانهاء الاختياري للحياة الى موضة وتقليعة عصرية للشباب مع الاسف.. حاله حال فكرة السفر للغرب التي غزت عقول الشباب قبل سنوات.. وهذا امر خطير نخشى ان يتفاقم ويعم الجيل باسره.

٥. حالة الاحباط واليأس والوصول لطريق مسدود بسبب الفقر، او نتيجة انعدام فرص العمل، حيث لم يجد الشاب غير الاهمال وغير المستقبل المجهول، في بلد يعج بالثروات ويسبح على بحيرة من الذهب، هذه البحيرة التي جففها السارقون ونهبها المسؤولون، المتشدقون بالقيم الرفيعة والمثل العليا.. مما ادى الى اضطراب المنظومة الفكرية والاخلاقية والنفسية لدى الشباب.

٦. خوف البعض (شبابا وفتيات) من التعرض للفضيحة الجنسية، بعد تسرب مقطع عنهم، خصوصا مع بدء الابتزاز والتهديد. فينتحر تحت تاثير الضغط النفسي ويرتاح.

٧. موجة السخط العامة التي اجتاحت المجتمع العراقي مؤخرا، حيث لا تجد على السنة الجميع من كبيرهم الى صغيرهم سوى التذمر والتأفف وسوى عبارات اليأس من صلاح امر البلد، كل ذلك اعتمل في صدور الشباب قليلي التجربة والخبرة والثقافة، فانعدم الامل في نفوسهم وانطفأت الاضواء في ارواحهم، وقرروا ان يختاروا لانفسهم نهاية (مشرفة) (بطلة) يرسمونها هم بدلا من تحكم الاخرين بهم.. فمشوا في طريق الانتحار.

٨. كثرة الاثارة التي يتعرض لها الشاب المراهق في الوقت الراهن في بلد تنفتح فيه ابواب المغريات والملاهي وافلام الخلاعة امام عينيه على مصراعيها، بلا حسيب او رقيب، وفي الوقت نفسه ما يزال المجتمع متمسكا بنفس التقاليد القديمة في التضييق على الشباب والبنات في الزواج ومحاصرة الرغبة الجنسية، كارتفاع المهور، ونوع الذهب وموديل غرفة النوم، غير ذلك من عشرات القيود، مع قلة المتنزهات والحدائق واماكن الترفيه.. كل ذلك يدفع باتجاه اراحة النفس من العذاب بالانتحار لايقاف الألم.

٩. تعاطي المخدرات المشجعة اصلا على الانتحار.

١٠. غياب القدوات وندرة الناصحين والشخصيات التي تعيش الحكمة والحنكة والرزانة.. فالكثير من الرجال المتزوجين، واعني منهم الاباء تحديدا، صاروا يعانون المراهقة المتاخرة في سنوات الانفتاح هذه، حيث اخذ الكثير منهم بممارسة العلاقات الجانبية المباشرة وغير المباشرة، بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، التي الهبت مشاعر الكبار قبل الصغار.. 

واذا كان الكبير محتارا في امره فكيف يكون قدوة لجيل الشباب من ابنائه وجيرانه ويزرع في قلوبهم الوقار والرزانة ومعاني السلام والاستقرار النفسي والروحي. ومن خلال عملي كمدير لمركز البيت السعيد في العراق وكمرشد ديني وخبير قضائي وكصاحب صفحة معروفة على الفيس يرتبط بها اكثر من ٢٠٠ الف صديق ومعجب، فان مئات القصص تاتي لتتحدث عن هذا الجانب من مراهقة الكبار وانشغالهم بهمومهم الصغيرة جدا.

وبذلك قلت القدوات الصالحة التي تشكل عامل استقرار وهدوء نفسي لدى الشباب. ومع كل ذلك فلايمكن ان نغفل الناس الطيبين والاشخاص الواعين المنضبطين رغم قلة عددهم.

 

هذه ايها الكرام بعض الاسباب المؤدية للانتحار او المشجعة عليه

 

وهذه مجموعة من

الحلول العملية المقترحة للحد من الانتحار

واما الحلول المقترحة لمواجهة حالات الانتحار فكثيرة منها:

١. السعي الجاد لتقليل حالات الفقر في المجتمع.

٢. توفير فرص عمل للشباب العاطلين، وخصوصا شباب المقاهي وامثالهم.

٣. السعي لحذف وحجب المواقع الاباحية.

٤. محاربة تجار المخدرات ومحاصرة وتفتيش مقاهي الناركيلة وعدم منح الاجازات لاي مقهى الا بعد تعهدات خطية بالابتعاد عن الحبوب ومتعاطيها.

٥. اشاعة ثقافة الامل في مختلف ميادين الحياة عبر برامج تلفزيونية ولوحات كبيرة في الطرقات وغيرها.

٦. اقامة ندوات جماهيرية عامة.. يجلس فيها الاباء والامهات والشباب على مدرجات المسرح ويحاضر فيها تنمويون لاثارة افكار راقية توجه الاب والام والشاب والفتاة نحو اهم المحاور التي توضح الطريق وتبعث الامل وتزيد الاصرار والعزيمة وتحذر من فخ الضغوط النفسية بسبب الفقر او فقدان الحبيب او غيره باثارة معاني الامل وبيان فلسفة الحياة.. كالمحاضرات التي يلقيها ابراهيم الفقي وعمرو خالد على الاسر المصرية.. وانا على استعداد ان اكون احد المحاضرين..

٧. ادخال درس (تنمية بشرية) في مدارس الثانوية، يكون الزاميا، حاله حال الانكليزي والجغرافيا.. الخ، تثار فيه معاني ادارة الذات وتنظيم الوقت وتفجير الطاقات واستثمار المواهب والتخطيط الصحيح للمستقبل وفهم معنى الحياة والنجاح فيها والصبر على تقلباتها مع كيفية مواجهة الازمة وطرق الخروج منها..الخ.

٨. الضغط على المرجعية لتشجيع اتباعها على المساهمة بتزويج الشباب، وتشجيع الاباء والامهات لتقليل المهور برقم محدد صغير ولو للخمس سنوات المقبلة، والتقليل من الاتيكيت الذي صار يشكل عائقا امام تزويج الشباب، لفتح نافذة امل امام الشباب والفتيات والتخفيف على بعضهم.. من خلال فتوى جماهيرية تطلقها المرجعية في مناسبة تختارها.

 

هذا خبر ما عندنا ايها الكرام.. 

فما خبر ما عندكم.

طبتم ودمتم.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار