بقلم الشيخ عباس الناصري

✍ورد حديث يرويه سماعة عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال :قال أبو عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل

(فكيف اذا جئنا من كل أمه بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) قال :نزلت في امه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)خاصة، في كل قرن منهم إمام منا شاهد عليهم، ومحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) شاهد علينا)

إذن رسول الله شاهد على الائمة، والأئمة شهداء على الامة، وهذا واضح من خلال هذا الحديث وعشرات الأخرى.

إلا ان هنا سؤال مهم، وهو انه مامعنى هذه الشهادة؟ فهل هي شهادة في الدنيا فقط، ام الاخره فقط، ام في كليهما معا.

اقوال :الذي عند التأمل في هذه الأحاديث ان المقصود هو:أن الائمة يشهدون على عقائد الامة وسلوكياتها في الدنيا، بمعنى انهم يقيدونها ويسجلونها لديهم، ليؤدوا تلك الشهادة على الامة في حضرة مولاهم الواحد الأحد في الآخره.

والذي يوضح لنا هذا الفهم جملة من تلك الأحاديث تقرن بين هذه الشهادة وكونهم (عليهم السلام) حجة الله على خلقه، اي انهم حجة الله وشهداؤه على خلقه، فلاحظوا قول امامنا الباقر (عليه السلام) في تفسير قوله تعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) قال :نحن الامة الوسط، ونحن شهداء الله تبارك وتعالى على خلقه، وحججه في أرضه..... الخ الحديث)

✍إذن هم الحجج وهم الشهداء في نفس الوقت، حجج يحتج بهم الله تعالى على الخلق بكل مابلغوا به العباد من الرسالة

الالهية، و شهداء يراقبون أداء الامة الاعتقادي والسلوكي ليشهدوا بكل ذلك في ساعة القضاء المولوي.