الشيخ علي سلمان العقيلي

2: (عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ أَرى الخَلْقَ وَلا تُرى وَلا أَسْمَعُ لَكَ حَسِيساً وَلا نَجْوى،)

???????? يعزّ عَلَيَّ يا مولاي أَنْ أَرى كل هذا الوجود وكل هذه الخَلائق من حولي وَأنت يا مولاي لا تُرى 

???? أنه لمن الصعب والشديد عليَّ أن لا أراك بهذه العين التي ترى كل ما حولها من الخلائق دونك .. ولا أسمع لك صوتا، ولا على مستوى النجوى ..

???? نعم ربما وقعت عيني عليك يوما في محفل من الناس، ولكني لم أعرفك، وكما يقول الإمام الصادق عليه السلام: (يفتقد الناس إماما يشهد المواسم ولا يرونه) ..

???? فهل هذا يعني أنه مغيب بشخصه عنا .. يوضح ذلك الإمام الصادق عليه السلام في حديث آخر له بقوله: ( إن في صاحب هذا الأمر شبهاً من يوسف (ع)... إلى أن قال: ( إن أخوة يوسف كانوا أسباطا أولاد الأنبياء تاجروا بيوسف وبايعوه وخاطبوه وهم أخوته وهو أخوهم فلم يعرفوه حتى قال: أنا يوسف وهذا أخي .. فما تنكر هذه الأمة الملعونة أن يفعل الله عز وجل بحجته في وقت من الأوقات كما فعل بيوسف .. أن يمشي في أسواقهم ويطأ بسطهم حتى يأذن الله في ذلك له كما أذن ليوسف) ..

???? فالإمام عليه السلام يوضح بأن هذه الأمة باعت إمامها بثمن بخس كما باع أخوة يوسف أخاهم .. 

???? وأنهم ليرونه في محافلهم ولا يعرفونه كما رأى أخوة يوسف أخاهم وهم له منكرون .. 

???? حتى جاء أمر الله تعالى فأعلن يوسف عن نفسه، فكذلك سيأتي أمر الله تعالى فيعلن يوسفنا عن أمره ..

???????? وتبقى لوعة يعقوبنا على يوسفه تتجدد وتتجذر ولا يفتأ يذكره حتى يُخاف عليه أن يكون حرضا أو يكون من الهالكين .. ( تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنْ الْهَالِكِينَ * قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنْ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ).

???? هكذا هي علاقة العارف بإمامه المتعلق بباب الله الذي منه يؤتى، ووجه الله الذي إليه يتوجه الأولياء 

???? ما بكى يعقوب على يوسف لأنه أبنه، حاشاه أن يصل به الجزع على فقد ابنه ما وصل به حال يعقوب .. 

???? وإنما هو بكى ولي الله في زمانه، وباب الله ...

???? فما بالنا لا نبكي إمام زماننا بذلك النحو الذي بكا به يعقوب إمام زمانه .. 

???? إن مستوى هذا الحب يتحدد بأمرين: الأول: مقام المحبوب، والثاني: مقدار معرفة المحب به .. فإذا ازدادت تلك المعرفة، وصدق الحب .. لم يقر لصاحبه قرار بدون الوصال.

☘️☘️ وهنا يأتي السؤال للمنتظر:

☘️ ما هو مستوى معرفتك بإمام زمانك ومقاماته الشريفة ؟

☘️ ما هو مستوى تعلقك به صلوات الله عليه ؟

☘️ وهل لوعتك على يوسفك كلوعة يعقوب على يوسفه ؟ 

☘️ وكذلك نفس سؤال الأمس ما هو مستوى صدق مقالتك في نفسك وأنت تردد (عزيز علي) .. مجرد كلمات ترددها طلبا لثواب الدعاء .. أم أنه فعلا وصلت بك الحالة إلى عدم الاستقرار لعدم رؤية معشوقك ولي الله الأعظم ؟

☀️☀️ احتفظ بالإجابة في نفسك وحاول أن تنمي حالة الشوق أكثر .. بشكل يظهر حالة الحرقة والألم الحقيقي عند النطق بها داعيا المولى أن يسمعك صوته، أو يوصلك إليه، فتكحل ناظريك بالنظر إلى ولي الله الأعظم أرواحنا لتراب مقدمه الفداء.