المقالات والبحوث

وقفات مع فقرات من دعاء الندبة.. مع أسئلة للمنتظرين (3)

وقفات مع فقرات من دعاء الندبة..  مع أسئلة للمنتظرين (3)
المصدر: واحة وكالة انباء الحوزة العلمية

بقلم :الشيخ علي سلمان العقيلي

 

: عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ تُحِيطَ بِكَ دُونِيَ البَلْوى وَلا يَنالُكَ مِنِّي ضَجِيجٌ وَلا شَكْوى

 

أنه ليعز عليَّ يا مولاي أن تحيط بك البلايا والمحن والمصائب دوني ... فلم أشاركك فيها ولم أتحمل عنك بعضها .. 

 

 إنني لا أحب حياة الدعة والنعيم ما دمت يا إمامي في ضيق وحزن وهم .. 

 

وإني متأسي بالعباس بن علي عليهما السلام حين رفع بوجه الطغاة شعار: (قبحك الله وقبح أمانك .. أتؤمننا وابن رسول الله لا أمان الله ؟!!) فقبح الله أمانا لا نشرك به إمام زماننا وولي أمرنا ..

 

 كل هذا الذي يجري عليك، ولم يصلك مني تعبيرا عن حزني وألمي أي ضجيج أو صياح بتضجر وغم .. 

 

فإن الإنسان إذا ابتلي بألم أو كرب .. يهرع إليه محبيه ليعينوه ويواسوه في كربه وألمه .. 

 

فهل بإمكان محبي وعشاق الإمام عليه السلام أن يهرعوا إليه مواسين ومعينين له على ما هو فيه من الآم ومحن وبلايا .. 

 

 فأي ابتعاد هذا عن الإمام إلى درجة أننا ما ضججنا إلى ربنا تعالى وشكونا إليه حال إمامنا كما شكا يعقوب فقد ولي الله يوسف إلى الله تعالى: (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنْ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) ..

 

 نعم نحن عندما نحس بالبلاء قد أضلنا ومسنا نهرع إلى الله تعالى بالدعاء لرفع البلاء .. 

 

 وقد يكون دعاءنا بتعجيل فرج الإمام المهدي حتى يرفع الله تعالى به البلاء عنا ...

 

 إذن دعاءنا بفرج الإمام دعاء مصلحة .. نرجو به أن يتحقق الخير لنا وينكشف الكرب عنا ... 

 

 ولكن من منا دعا بفرج الإمام من أجل الإمام نفسه .. من أجل أن ينكشف الكرب والألم عنه صلوات الله عليه .. 

 

 من أحس بغربة إمامه وألمه وبلاءه ومحنته فدعا الله لرفعها عنه .. 

 

 من منا قدم فرج الإمام على فرج نفسه ..

 

 إن كان دعائي لأجل تفريج همي بظهوره .. فربما أقبلت عليّ الدنيا وأزيحت همومي وقضيت حوائجي .. فهل عندها استغني عن الإمام ولا آبه أن كان يظهر أو لا .. بل ربما أقول له إذا ظهر: (ارجع يبن فاطمة لا حاجة لنا بك) ...

 

✨✨✨✨

 

  إذن فنعد هذه الأسئلة ونركزها على أنفسنا ...

 

 هل أنا فعلا مستعد لتحمل البلاء دون الإمام عليه السلام حتى أكون صادقا بقولي (عزيز علي أن تحيط بك دوني البلوى) ؟

 

 هل اكره حياة الدعة والأمان والتنعم ما دام إمامي في هم وضيق وحزن ؟

 

هل وصلت بنا حالة التألم لإمام زماننا إلى إطلاق أصواتنا بالنداء والضجيج لما يجري على إمام زماننا من المحن والمصائب ؟

 

 هل شكونا غربته ومحنته إلى الله تعالى وتضرعنا إليه أن يعجل بفرجه ؟

 

 هل دعائي بالفرج ناظر به إلى تفريج همي أم إلى تفريج هم الإمام عليه السلام ؟

 

 احتفظ بالإجابة في نفسك وحاول من الآن وصاعدا أن يكون همك هو هم الإمام وحزنك وكربك هو ما يجري على الإمام .. وضج إلى الله تعالى بالشكوىوالدعاء لتعجيل فرجه وكشف كربته .. ولا ترضى بفرج لك دون الإمام صلوات الله عليه وعلى آباءه الطاهرين

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار