المقالات والبحوث

إضاءات معرفية في شهر الله الفضيل الحلقة الثانية

إضاءات معرفية في شهر الله الفضيل الحلقة الثانية
المصدر: واحة وكالة انباء الحوزة العلمية

 بقلم الشيخ عباس الناصري

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله تعالى كما هو أهله، وصلى على نبيه وآله الطاهرين

 

** إضاءات معرفية في شهر الله الفضيل

 

* الإضاءة الثانية: محبة النبي: سعادة وكمال، انجذاب ووِصال

 

* الحب علاقة حقيقتها تعلق طرف بآخر، وانجذابه إليه، يوجبها أنسه وأعجابه وتقديره له، نتيجة ما يجده فيه، من صفات وكمالات في رأيه واعتقاده.

 

* قد يختلف الناس، في تحديد تلك الكمالات والأوصاف الموجبة للحب، فبعضهم يحب شخصا ويتعلق به لجمال صفاته، وآخر لمحاسن وجهه، وثالث لأريحيته، ورابع لشجاعته، وهكذا.

 

* ومن يعرف النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) عن قرب، يعرف أنه قد اجتمعت فيه تلك الصفات و الكمالات.

وصفه حبيبه وخليله ووصيّه علي بن أبي طالب قائلا:

((كان أجود الناس كفاً، وأجرأ الناس صدراً، وأصدق الناس لهجة، وأوفاهم ذمة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه فعرفه أحبه، لم أر مثله قبله ولا بعده))1.

 

* كان روحي له الفداء قد وصل إلى أرفع مراتب الكمال الروحي والفكري والسلوكي، وسيطر على عرش الدنيا بامكانياته الهائلة، ومع هذا كله تراه يردد في صلاته المخلدة: وأشهد أن محمدا عبدُه ورسوله، فقدم عبوديته بين يدي الرسالة؛ ليعطينا درسا عمليا في أن السلطان والملك والرفعة بأن نكون: عبيدا لله تعالى، وليس في الترفع على طاعته ومخلوقاته.

 

* أيهاالأحبة: إن محبة النبي فرض واجب، لا لأخلاقه وكمالاته فحسب، وإنما جزاء منا له بأبي وأمي، على كل ما قدمه لأمتنا من مبادئ وقيم سامية، تجاوزت بسموّها ودقة نظامها، كل القوانين والأنظمة، القديمة منها والحديثة.

 

* يسقط ويعجز ويعترف بالقصور والتقصير أمام محمد بن عبدالله(صلى الله عليه وآله وسلم) كلُّ نظام بشري يدعي لنفسه الكمال، وتحقيق السعادة للبشرية.

 

* ويعجز أمام معالجته الروحية للنفس البشرية، كلُّ من عرف النفس وحبائلها.

 

* وأخيرا أؤكد على أن في محبته (صلى الله عليه وآله وسلم):

 

# سعادة وروحانية في الدنيا

 

# كمالا لائقا روحا وفكرا وسلوكا 

 

# انجذابا له وعشقا لشخصيته

 

# وصالا معه ولقاءً في الجنة

 

والحمد لله رب العالمين صلى الله على محمد وآله الطاهرين. 

 

عباس الناصري

الليلة الثانية من ليالي شهر رمضان المبارك من عام ١٤٤١هج

 

.................................

1- سفينة البحار م2 ص414.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار