المقالات والبحوث

إضاءات معرفية في شهر الله الفضيل الحلقة الثالثة بقلم

إضاءات معرفية في شهر الله الفضيل الحلقة الثالثة بقلم
المصدر: واحة وكالة انباء الحوزة العلمية

الشيخ عباس الناصري

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله تعالى كما هو أهله، وصلى على نبيه وآله الطاهرين

 

** إضاءات معرفية في شهر الله الفضيل

 

* الإضاءة الثالثة: ثنائية الدعاء والكمال

 

# قال تعالى: ((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)1. 

 

# الدعاء صِلة بين العبدِ و ربَّه، يطلب فيه العبدُ حاجاته من ساحة الكمال والجمال، التي تعلم وتخبر مصالح الإنسان الواقعية، وتقدر على إنجازها بلمح البصر، لعظيم قدرتها.

 

# وخصوصا إذا ترسخت في روح العبد الداعي، حقيقة الدعاء، حيث إظهار الفقر والإحتياج إليه تعالى وتقدس، وحيث البراءة من الحول والقوة، إلا بالله العلي العظيم.

 

# وحينها تتجسد العبودية بأعمق وأجلى صورها، وعلى هذا الأساس نفهم ما رواه سدير، قال: قلت لأبي جعفر الباقر: أي العبادة أفضل؟ فقال: «ما من شيء أفضل عند اللّه من أن يُسأل، ويُطلب ممّا عنده»2.

 

# فاذا اتضحت حقيقة الدعاء هذه، تبينت لنا أسرار فقرات الدعاء، الذي تستحب قراءته في شهر رمضان المبارك يوميا، والمروي عن أبي بصير قال:

كان أبو عبد الله (عليه السلام) يدعو بهذا الدعاء في شهر رمضان: (( اللهم إني بك ومنك أطلب حاجتي، من طلب حاجة إلى الناس فإني لا أطلب حاجتي إلا منك وحدك لا شريك لك))3.

 

# بك... ومنك...فإني لا أطلب حاجتي إلا منك....لماذا هذا الحصر؟ ولماذا هذا التأكيد؟

الجواب: لأنه تعالى غاية في صفات الكمال والجمال، ومن دعاه اتصل بكل ذلك.

 

# اتصل بعلم الله، ففارقه الجهل

# اتصل بقدرة الله، ففارقه العجز 

# اتصل برزق الله، ففارقه الفقر

# اتصل بحنان الله، ففارقه الألم 

 

والحمد لله رب العالمين صلى الله على محمد وآله الطاهرين. 

الليلة الثالثة من ليالي شهر رمضان المبارك من عام ١٤٤١هج

 

..................................

1- البقرة: 186.

2- الكافي للكليني ج2، ص338.

3- الكافي للكليني ج4 ص74

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار