المقالات والبحوث

شَهْرٌ هُوَ عِنْدَ اللهِ أَفْضَلُ الشُّهُورِ(أفضل الشهور)

شَهْرٌ هُوَ عِنْدَ اللهِ أَفْضَلُ الشُّهُورِ(أفضل الشهور)
المصدر: واحة وكالة انباء الحوزة العلمية

 

بقلم الشيخ عبد الحكيم الخزاعي

بعد ان خاطب الرسول صلى الله عليه وآله الناس وهيئهم إلى استقبال شهر رمضان المبارك مباشرة انتقل بهم إلى مشهد آخر مهم وهو أفضلية هذا الشهر على باقي الشهور. 

لماذا شهر رمضان الأفضل 

اننا نسمع ان هناك نبيا أفضل من نبي (فضلنا بعضهم على بعض ) والسبب واضح فإن الافضلية تتبع الكمال مثل العلم والتقوى ، ولكن كيف يكون هناك تفاضل بين قطع الزمان وهي كلها بمعنى واحد فلسفيا وعلميا ؟ 

وقبل ذكر وجوه أفضلية شهر رمضان المبارك ، نقول هذه الافضلية متصورة في جميع الأشياء في الأمكنة أليس نفضل مكة المكرمة على غيرها ؟ ألا نفضل بيوت الله على غيرها ، لأنها أضيفت إلى الله تعالى فالاشرفية هنا ليست ذاتية بل غيرية ، وهذا أمر عام شامل فكل شي يقترب من الله يأخذ الشرف منه وهكذا العزة والافضلية ، وإلا الأمكنة أيضا فلسفيا وعلميا واحدة ، وهكذا الزمان فلما أضيف إلى الله (شهر الله ) كان أشرف من غيره ، وهذا معنى عميق دقيق بحيث يمكن للإنسان أن يكون عمره أو بعض أيامه أشرف من البعض الآخر بسبب انتسابها إلى الله تعالى. 

والان لنذكر بعض الوجوه والتي اذا اجتمعت بينت لنا أفضلية الشهر على باقي الشهور 

أولا : انه شهر الله بحسب قول النبي صلى الله عليه وآله في الخطبة (أقبل شهر الله ) و لنقول كما أن الله يصطفي بعض الذوات وبعض الأمكنة هكذا بعض الأزمنة 

ثانيا : يقول القرآن الكريم عن الشهر (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ) وهذه الافضلية بحسب مانزل فيه بينما هناك بحسب إضافته إلى الله تعالى ، ولأنه شهر الله استحق أن ينزل فيه القرآن الكريم ، فالمنزل أفضل الكتب المقدسة يحتاج إلى أفضل الأزمنة ، على أطهر القلوب (نزل به الروح الأمين على قلبك )

ولاشك ان الزمن الذي نزل فيه القرآن الكريم لهو من أشرف الشهور ، لأنه كان ظرف نزول أفضل برنامج إلهي لهداية البشرية (هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ) (ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين) فهو كتاب هداية وبصائر ونور ومبارك وفرقان وشفاء ورحمة ونور 

ثالثا : ان فيه ليلة مباركة عظيمة هي خير عند الله من ألف شهر ( انا انزلناه في ليلة مباركة ) ( ليلة القدر خير من ألف شهر ) (فيها يفرق كل أمر حكيم ) أنها ليلة نزول الملائكة دائما إلى الأرض (تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ) كل الأمور التي تهم البشرية تتنزل فيها كما ورد في الأحاديث الشريفة 

انها ليلة تغيير قدر الإنسان حيث باستطاعته أن يغير قدره إلى الأفضل على أن يحييها بالعبادة والعلم والمعرفة ، فأي شهر أفضل من شهر فيه ليلة تغير قدر الإنسان نحو آلافضل كفرصة ربانية إلى الإنسان للتغيير ومحو الماضي والانطلاق نحو المستقبل بصورة أخرى ..

رابعا : انه شهر رجوع الإنسان إلى الله ، الإنسان ينبغي أن يكون عبدا لله دائما لكنه مع الأسف الشديد يبتعد عن الله تعالى ، بل قد ينحرف انحرافا كبيرا عن المنهج القويم ، وهذا الشهر يعيده ولو قليلا فيعود الإنسان عبدا لله ، فنرى الجميع يتراحمون ويعبدون الله تعالى ، وهناك من يتلزم أكثر بل قد يبقى مع الله بسبب هذا الشهر فيحقق هدف الخلقة (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) إذن هذه القطعة من الزمان تعيد الإنسان إلى الله ، بينما تلقي به باقي قطع الزمان بعيدا عن الله غالبا ، والقرآن الكريم يريد من الإنسان أن يكون بسبب الشهر الكريم دائم التقوى (لعلكم تتقون) لكن الإنسان مع الأسف الشديد يرجع مرة أخرى كأنه يعبد الشهر الفضيل وليس الله ، وهذه العبادة المؤقتة مذمومة بل قيل (لعن الله عبادة رمضان ) اي الذين يعبدون الله ويعرفونه فقط في هذا الشهر الكريم ، لكننا نقول رجوع الإنسان إلى الله في هذا الشهر يكشف عن فطرة سليمة وان صوت الله لازال في داخل هذا الإنسان ، أفضل من ذلك الإنسان الذي لايعرف الله في قطعة من قطع الزمان. .

هذه بعض الوجوه والا هناك مزيد للمتأمل ، إننا مدعوون إلى أفضل الشهور أفلا ينبغي أن نكون معه بأفضل الحالات خصوصا كما سيبين النبي صلى الله عليه وآله أننا سنكون ظيوف الله تعالى. .

 

 

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار