بقلم الشيخ عباس الناصري

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى كما هو أهله، وصلّى على نبيّه وآله الطاهرين

** إضاءات معرفية في شهر الله الفضيل

* الإضاءة الثامنة عشر: الإمامة في حياة الأمة

# قال تعالى: ((وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)) (1).

# تُعرّف الإمامة بأنها: الخلافة عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، في اُمور الدين والدنيا، وإفتراض طاعته على الاُمّة، فيما أمر به أو نهى عنه (2).

# وفي عقيدتنا أن الإمامة في حقيقتها، تُجسّد تلبية لضرورة مجتمعية فطرية، حيث شعور الإنسان بالقصور أمام إدراك أبسط احتياجاته، سواء على مستوى المعرفة الغيبية، أو الإدارة النموذجية لشؤونه الشخصية، أو إيجاد النظام الأكمل، لتحقيق العدل والسعادة الاجتماعية. ولقد اعترف غيرُنا بتلك الضرورة، وإن قيّدوها بعض الشيء، روى الهيثمي: أنّ النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية)(3).

# ولقد كان للأئمة (عليهم السلام) الدورُ الحيويّ، في حياة الأمة، بعد رحيل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، حيث قاموا وبهمة عالية وبأمانة مطلقة، بالمحافظة على أغلب المكتسبات الأساسية، التي حقّقها (صلى الله عليه وآله)، اضافة إلى إستلامهم المهام الفعلية في قيادة الأمة (4).

# إن عقيدتنا في كل واحد من الأئمة (عليهم السلام) واحدة، وهي أنه الحافظ لمكتسبات النبوّة، والراعي لعقيدة الأمة ومصالحها؛ ذلك لأن كلا منهم مثّل الإمامة كوظيفة إلهية، وجسّدها على أرض الواقع خير تجسيد.

# أيُّها الأحبة، علينا أن نتذكر دائما، أن أئمتنا (عليهم السلام) بذلوا كلَّ وجودهم، وأغلى ما يملكون، من دماء، وأحبة، وموالين، في سبيل القيام بواجب إمامتهم للأمة؛ فأسّسوا لنا بذلك منهج حياة، لنسير بجدٍ وصدقٍ على طريقهم الشريف.

# وهو ذات الدور الذي نعتقده في إمامنا الحجة بن الحسن المهدي ( عليه السلام)، حيث يعمل جاهداً لإحياء الدين بعد الإندراس، كما نصّت الأحاديث والروايات المتواترة. ورد عنه عج: (وأَحي بي ما دُرِس من فروضك وسننك..) (5).

والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين. 

عباس الناصري

الليلة الثامنة عشر من ليالي شهر رمضان المبارك من عام ١٤٤١هج

..................................

1- البقرة: 124.

2- مصباح الهداية في إثبات الولاية: ص48.

3- مجمع الزوائدج 5: ص225.

4- راجع دور الإمام علي في الحفاظ على الشريعة الاسلامية: بحث للسيد محمد باقر الصدر قده.

5- بحار الانوار ج91: ص378.