بقلم الشيخ ميثم الفريحي

جملة من الفوائد، والنفحات عن ليلة القدر نضعها بين أيادي المؤمنين والمؤمنات ليستفيدوا منها، وسنجعلها على شكل سلسلة متتالية بإذن الله تعالى.

والتمس منهم ان يشركوني ووالديَّ في دعائهم، وأعمالهم في هذه الليلة المباركة 

الفائدة الأولى: ليلة القدر ليلة لا يضاهيها في الفضل سواها من اللّيالي، وقد خصها الله تبارك وتعالى بخصائص عظيمة: كنزول القران ، ونزول الملائكة والروح ، وتفريق كل امر حكيم فيها ، والعمل فيها خير من عمل ألف شهر ، وفيها يقدّر شؤون السّنة ، وفيها تنزّل الملائكة والرّوح الاعظم بإذن الله ، فتمضي الى امام العصر (عليه السلام) وتتشرّف بالحضور لديه، فتعرض عليه ما قُدّر لكلّ مخلوق من المقدّرات، وقد جعلها الله تعالى سلاماً حتى مطلع الفج ، وذلك يكشف عن انّ لها فضلاً لا يدرك، ولا يوصف لذا عبّر تعالى: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْر) القدر: 2

الفائدة الثانية: ما هو معنى (القدر)  

قيل: المنزلة وإنّما سُمّيت ليلة القدر للاهتمام بمنزلتها أو منزلة المتعبّدين فيها، وقيل: القدر بمعنى الضيق وسميت ليلة القدر لضيق الأرض فيها بنزول الملائكة. 

 والظاهر أن المعنى الأقرب للقدر هو التقدير، فهي ليلة التقدير يقدِّر الله فيها حوادث السنة من الليلة إلى مثلها من قابل من حياة وموت ورزق وسعادة وشقاء وغير ذلك، كما يدل عليه قوله في سورة الدخان في صفة الليلة: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) الدخان: 4