المقالات والبحوث

إضاءات معرفية في شهر الله الفضيل الحلقة العشرون

إضاءات معرفية في شهر الله الفضيل الحلقة العشرون
المصدر: واحة وكالة انباء الحوزة العلمية

بقلم الشيخ عباس الناصري 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى كما هو أهله، وصلى على نبيه وآله الطاهرين

** إضاءات معرفية في شهر الله الفضيل

* الإضاءة العشرون: ضربةُ عليٍّ وروحُ الإمامة 

# قال تعالى: (( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ))(1).

# ضُرِبَ عليٌّ واعتلَّ البدن، لكنَّ روحَه مازالت باقية، باقية بعقيدتها القوية، وقلبها الكبير، باقية بعنفوانها الشامخ، وقِيَمها المتألقة. باقية فأوصت بوصيّتها الخالدة، التي سطَّرت في ثناياها كلَّ تعاليم الإسلام.

# نطقت روحُ الإمامة وهي معتلّة بكلِّ تعاليم الإسلام، حيث أوصى عليٌّ ولديه الحسن والحسين (عليهم سلام الله تعالى)، بعد تلك الضربة قائلا(2): ( أوصيكما بتقوى الله، وأن لا تبغيا الدنيا وإن بغتكما، ولا تأسفا على شيء منها زوي عنكما، وقولا بالحق واعملا للأجر، وكونا للظالم خصما وللمظلوم عونا).

# ثم قال بأبي هو وأمي: ( أوصيكم بتقوى الله ونَظم أمركم وصلاح ذات بينكم، فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام، وإن البغضة حالقةُ الدين ولا قوة إلا بالله، انظروا ذوي أرحامكم فصلوهم يهوّن الله عليكم الحساب).

نطقت الإمامة بلسان عليٍّ (عليه السلام) فأوصت بالعمل بالقرآن، وبالجيران، وببيت الله ( فلا يخلون منكم ما بقيتم)، وبالصلاة (فإنها خيرُ العمل وعمودُ دينكم)، وبالزكاة ( فانها تُطفئ غضب ربِّكم)، وبصيام شهر رمضان، وبالجهاد، وبذريّة النبيّ (صلى الله عليه وآله)، وبأصحاب النبيّ (صلى الله عليه وآله)، وبالفقراء والمساكين ( الله الله في الفقراء والمساكين، فأشركوهم في معايشكم)، وبالنساء وما ملكت أيمانكم ( الله الله في النساء وما ملكت أيمانكم).

# ثم قال (عليه السلام): ( الصلاة، الصلاة، الصلاة، ولا تخافن في الله لومة لائم، يكفكم من أرادكم وبغى عليكم، قولوا للناس حسنا كما أمركم الله عز وجل، ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيولّى عليكم أشراركم، ثم تدعون فلا يستجاب لكم، وعليكم بالتواصل والتباذل والتبار، وإياكم والتقاطع والتدابر والتفرق، وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعانوا على الإثم والعدوان، واتقوا الله إن الله شديد العقاب....الخ).

# ثمّ قال (عليه السلام): ( يا بني عبد المطلب: لا ألفيكم تخوضون دماء المسلمين خوضاً، تقولون قتل أمير المؤمنين ألا لا يقتلن بي إلاّ قاتلي، انظروا إذا أنا متُّ من ضربته هذه، فاضربوه ضربة بضربة، ولا يُمثّل بالرجل، فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: “إياكم والمُثلة ولو بالكلب العقور).

# أيُّها الأحبة، لقد ضُرِبَ عليٌّ (عليه السلام) بسبب الحقد على الإمامة، فردَّت عليهم روحُ الإمامة بتلك الوصيّة، ردّاً مَهابا خالدا إلى يوم القيامة. ردَّت لتؤكد أنها باقية، ما بَقِيَ في الحياة خليفةٌ يَخلُفُها، ويلتزم منهجها في قيادة الأمة، ذلك وعد الله.

والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين. 

 

عباس الناصري

الليلة العشرون من ليالي شهر رمضان المبارك من عام ١٤٤١هج

..................................

1- السجدة: 24.

2- فروع الكافي ج 7 ص52-53.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار