المقالات والبحوث

لآلئ صادقية... بقلم: صفية الجيزاني

لآلئ صادقية... بقلم: صفية الجيزاني
المصدر: واحة وكالة انباء الحوزة العلمية

 

بقلم: صفية الجيزاني

 

إن الوصول إلى حقائق الأمور ونيل الدرجات العليا من الكمالات الروحية وتحقيق السعادة الأبدية موقوف على الأخذ ممن جعلهم الله تعالى نبراسًا يضيء دروب العالمين، فهم أبواب الله وسبيله والدعاة إلى الجنة والإدلاء عليها، سراج متصل بنور السماوات والأرض، فكلامهم لآلئ من بحر كل واحدة منها بحر من المعرفة بلا قعر، يغرق فيه الغواصون، وأحاديثهم جواهر مكنونة لم تعرف إلى الآن كنوزها. 

يقول الشيخ الوحيد الخراساني: كلام أهل البيت كله نور وأحاديثهم تنحني العقول لارتقائها وعلو مطالبها بعضها يبلغ بمطالبه الراقية مقامًا من الرفعة يحير العقول. 

وعن مولانا الصادق (عليه السلام): (فإن لكلامنا حقيقة وعليه نور، فما لا حقيقة له ولا نور عليه، فذلك قول الشيطان) " (1). 

وعنه (عليه السلام): (أنتم أفقه الناس إذا عرفتم معاني كلامنا) " (2)

فكل من يسلك غير سبيل أهل البيت (عليهم السلام) فأنه يلهث خلف سراب وقد ضل سواء السبيل. 

وبما أننا نمر في هذه الأيام بذكرى استشهاد الامام الصادق (عليه السلام) وهو نجم لامع من نجوم آل محمد وبحر لا حدود لقاعه، دعونا نغوص في أعماق هذا البحر الواسع لنجمع لآلئه الثمينة ونضيء طريقنا بها لنحيي سعداء ونموت اتقياء...

قال (عليه السلام) لحمران بن اعين: (يا حمران انظر الى ما هو دونك ولا تنظر الى من هو فوقك في المقدرة، فإن ذلك أقنع لك بما قسم لك، وأحرى ان تستوجب الزيادة من ربك، واعلم ان العمل الدائم القليل على اليقين افضل عند الله من العمل الكثير على غير يقين، واعلم ان لا ورع اولى من تجنب محارم الله، والكف عن اذى المؤمنين واغتيابهم، ولا عيش اهنأ من حسن الخلق، ولا مال انفع من القنوع باليسير المجزئ، ولا جهل أضر من العجب) (3)

إن كل فقرة من فقرات حديثه (عليه السلام) كنز لا يفنى وشعاع ينير طخياء القلوب. 

وقال (عليه السلام) لشخص التمس منه أن يوصيه: (اعد جهازك وقدم زادك، وكن وصي نفسك، ولا تقل لغيرك يبعث اليك بما يصلحك) " 4.

فما أجمله من كلام وما أعذبه على النفوس وما أخلبه للقلوب. 

ومن لآلئ كلامه (عليه السلام) ما قاله للمفضل: (أوصيك بست خصال تبلغهن شيعتي قلت: وما هن يا سيدي؟ قال (عليه السلام): أداء الأمانة إلى من ائتمنك، وأن ترضى لأخيك ما ترضى لنفسك وأعلم أن للأمور أواخر فأحذر العواقب، وأن للأمور بغتات فكن على حذر، وإياك ومرتقي جبل سهل إذا كان المنحدر وعرا ولا تعدن أخاك وعدا ليس في يدك وفاؤه ) (5). 

فما أحوجنا لتطبيق هذه الكلمات النورانية في منهج حياتنا لما تحمله من جمال وضاء يزيد حياتنا رونقًا وبهاء. فنكون حقًا من شيعة الإمام. 

وأخيرًا نقول سيدي يا أبا عبد الله أمنحنا لؤلؤة من لآلئك الثمينة ننجو بها من فتن هذا الزمان الغادر:

يقول الإمام الصادق (عليه السلام): عليكم بالدعاء وانتظار الفرج، فأنه سيبدو لكم علم، فأن بدى لكم فأحمدوا الله وتمسكوا بما بدى لكم.

يا سيدنا فدتك أرواحنا فما ندعو به؟ 

قولوا: اللهم أنت عرفتني نفسك وعرفتني رسولك، وعرفتني ملائكتك، وعرفتني نبيك وعرفتني ولاة أمرك، اللهم لا آخذ إلّا ما اعطيت، ولا واقي إلّا ما وقيت، اللهم لا تغيبني عن منازل اوليائك ولا تزغ قلبي بعد اذ هديتني اللهم أهدني لولاية من افترضت طاعته) (6)

جعلنا الله وإياكم ممن يقتص آثارهم ويسلك سبيلهم وبهتدي بعداهم.

__________

1-بحار الانوار ج2ص184

2-معاني الاخبار ص1

3-منتهى الامال ج2 ص173

4-نفس المصدر ص179

5-بحار الانوار ج75 ص250

6-مهج الدعوات

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار