المقالات والبحوث

الحد الفاصل بين زمن المتقدّمين والمتأخرين دراسة توثيقيّة (الحلقة الثانية)

الحد الفاصل   بين زمن المتقدّمين والمتأخرين  دراسة توثيقيّة  (الحلقة الثانية)
المصدر: واحة وكالة انباء الحوزة العلمية

 

بقلم علي جميل الموزاني

 

      المميزات التي يختلف فيها زمن المتقدمين عن المتأخرين:

      وهنالك تباين واضح بين منهج المتقدمين والمتأخرين في الجرح والتعديل على المستوى الرجالي وما يتعلق به من المسائل والقواعد، فتحسين المتأخرين وتصحيحهم لا يوازي تحسين المتقدمين، لأنهم كانوا أعرف بحال الرواة لقرب عهدهم بهم, لذلك يرى السيد الخوئي بان ما تثبت به الوثاقة أو الحسن هو أن ينص على ذلك أحد الاعلام المتقدمين، كالبرقي، وابن قولويه، والكشي، والصدوق، والمفيد، والنجاشي، والشيخ وأضرابهم من المتقدمين(1).

 

      واما ما يتعلق بتوثيقات المتأخرين فان السيد لا يرى حجيتها الا في ما كان قريب العهد من المتقدمين كما في توثيقات الشيخ منتجب الدين فيقول في ذلك (ومما تثبت به الوثاقة أو الحسن أن ينص على ذلك أحد الاعلام المتأخرين، بشرط أن يكون من أخبر عن وثاقته معاصراً للمخبر أو قريب العصر منه، كما يتفق ذلك في توثيقات الشيخ منتجب الدين (توفيه حوالي 585هـ)، أو ابن شهرآشوب (ت 588هـ), فانهما قريب عهد بعصر المتقدمين, وأما في غير ذلك كما في توثيقات ابن طاووس(ت673هـ) والعلامة الحلي(ت726هـ) وابن داود(ت707هـ), ومن تأخر عنهم كالمجلسي لمن كان بعيداً عن عصرهم فلا عبرة بها)(2) معللاً ذلك بقوله (وعلى الجملة: فالشيخ - قدس سره - هو حلقة الاتصال بين المتأخرين وأرباب الأصول التي أخذ منها أصحاب الكتب الأربعة وغيرها. ولا طريق للمتأخرين إلى توثيقات رواتها وتضعيفهم غالباً إلا الاستنباط، وإعمال الرأي والنظر)(3), وهو ما يرجحه الشيخ حب الله أيضاً حيث يقول (وليس بأيدينا من تعيين زمني قاطع، متى بدأت المرحلة الحدسيّة، لكنّ المعروف بينهم -فيما يبدو- هو الشيخ الطوسي(460هـ), لهذا تراهم يتعاملون مع أيّ وثيقة تأتيهم من عام (460هـ)وما قبل، تعاملَهم مع الخبر الحسّي, أما ما يأتيهم من المرحلة اللاحقة على هذا الزمان، فهم يرونه حدسيّاً لا قيمة له,... والشاهد على هذا كلّه -بحسب رأي السيد الخوئي- أنّ الجميع يرجع إلى الشيخ الطوسي، فهو حلقة الاتصال بين المتقدّمين والمتأخّرين)(4).

 

هوامش:_________________

(1) معجم رجال الحديث, للسيد الخوئي, ج1, ص41. 

 (2) معجم رجال الحديث, للسيد الخوئي, ج1, ص42.  

 (3) معجم رجال الحديث, للسيد الخوئي, ج1, ص43.  

 (4) منطق النقد السندي, حيدر حب الله, ج1, ص101.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار