المقالات والبحوث

مع الأنبياء ( عليهم السلام ) دروس تعلمتها من قصصهم ( الحلقة الثانية ) بقلم الشيخ حيدر اليعقوبي

مع الأنبياء ( عليهم السلام ) دروس تعلمتها من قصصهم ( الحلقة الثانية )  بقلم الشيخ حيدر اليعقوبي
المصدر: واحة - وكالة ابناء الحوزة العلمية في النجف الاشرف

 

مع الأنبياء ( عليهم السلام ) دروس تعلمتها من قصصهم ( الحلقة الثانية )/ بقلم الشيخ حيدر اليعقوبي

 

▪️ومن قصة النبي صالح ( عليه السلام ) تعلمت أن الناصح الأمين حريص على الناس رغم جـفائهم ، مـخلص لهم رغم نفورهم ..

 فهو ينظر اليهم بعين الرحمة ، ويتعامل معهم بكل رأفة ، لأنهم خلق الله وعباده ، والله تعالى يـحب هداية خلقه وعباده .

 فالناصح الأمين يسعى ويسعى ويبذل قصارى جهده ليأخذهم ويوصلهم الى حيث يريد رب العالمين ، ويـحبه ويرضاه .

ولذلك نسمع كلمات النبي صالـح ( عليه السلام ) حين نزل العذاب على قومه : 

( يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلكِن لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ).

▪️وتعلمت من قصة النبي إبراهيم ( عليه السلام ) أموراً كثيرة كلها أثرت في حياتي ، فقد تعلمت منه حب الـخير للآخرين ، وسعيه الدؤوب والـمتواصل لهداية الناس وإصلاحهم ، أينما كانوا ، وكيفما كانوا ، ومهما كانوا ، حتى وصفه الله تعالى بأنه كان أُمَّة ، لأنه كان يتحمل مسؤوليات أُمَّـة بكاملها .

وتعلمت من قصة النبي إبراهيم ( عليه السلام ) كيف تكون الثقة التامة بالله تعالى ، وكيف يتجسد تـمام التسليم لأمر الله وقضائه عزوجل ، ففي بعض مصادر التفسير كالطبري والقرطبي أنه لما رُمي به الى النار ، إستقبله جبرائيل ( عليه السلام ) فعرض عليه العون والمساعدة ، فأبى وقال : علم الله بـحالي يُغنيه عن سؤالي .. 

ولذلك وصفه الله تعالى بقوله ( وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا , وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ، إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ  ، قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ).

▪️ومن قصة النبي لوط ( عليه السلام ) تعلمت أهمية الشجاعة والثبات في مواجهة الفاسدين والـمنحرفين ، وأن الـمؤمن الـحقيقي يستطيع أن يصمد ويثبت على الـحق والإلتزام بدين الله تعالى مهما كانت الظروف من حوله ، ومهما كانت الضغوط عليه  ، ومهما إستوحش الطريق لوحدته وغربته ، فالله تعالى معه رقيب وحفيظ  ، وأن سعيه سوف يُرى ، ثم يُجزاه الجزاء الأوفى .

▪️وتعلمت من قصة النبي إسماعيل ( عليه السلام ) كيف يكون البر الشديد بالوالدين ، في طاعة الله ورضاه عزوجل ، وكيف أن الإنسان ( الإنسان ) ينبغي أن يتحمل مسؤولياته الإيـمانية والأخلاقية منذ نعومة أظفاره ، منذ صغره ، وهذا يستدعي منه التهيؤ والإستعداد بـمجرد وعيه وفهمه لما حوله ، فلكل مرحلة من مراحل العمر فرصها ومسؤولياتها ، وفوائدها وتأثيراتها ..

 وحرام أن يـخسر الإنسان فرص عمره , وأطـواق النجاة في حياته .

وتعلمت أيضاً من نبي الله إسماعيل ( عليه السلام ) كيف يكون الصبر على الطاعات ، وكيف يكون الرضا والتسليم لإرادة الله تعالى ، وكلاهما من علامات الإيـمان الـحقيقي .

▪️ومن قصة النبي إسحاق ( عليه السلام ) تعلمت أن الدعاء والتوكل على الله تعالى يمكن أن يُحققا للإنسان أموراً كثيرة قد تكون متعسرة أو مستحيلة بـحساب القوانين الإعتيادية أو الطبيعية ..

 فإن الله تعالى إذا قضى أمراً فإنـما يقول له كن فيكون ، وهكذا كانت ولادة إسحاق (عليه السلام ) بكرامة خاصة لأبويه (عليهما السلام ) ..

 هذا النبي الذي كان له دور مهم في إكمال مسيرة أبيه النبي إبراهيم ( عليه السلام ) في بلاد الشام وماحولها ، في الوقت الذي كان أخوه النبي إسماعيل ( عليه السلام ) يؤدي ما عليه في أرض الجزيرة حيث مكة وما حولها .

▪️وتعلمت من قصة النبي يعقوب  ( عليه السلام ) كيف ينبغي أن نهتم بالأشخاص الـمميزين ، ونـحيطهم بالعناية والرعاية والـحماية اللازمة بـمقدار ما يمكن ، خصوصاً اذا كان في تـميزهم مصلحة للدين وللمؤمنين ..

 فقد كان النبي يعقوب ( عليه السلام ) حريصاً على ولده يوسف ( عليه السلام ) ، ليس لأنه إبنه فحسب ، وليس لأنه غاية في الـجمال ، بل لأنه كان يعده ويهيؤه لذلك اليوم الذي سيتحمل فيه المسؤولية من بعده ، ويقوم فيه بأعباء النبوة بعد وفاته ، ولذلك كان يـحميه ويـحرص عليه ويـحبه أكثر من غيره ، ولذلك أيضاً كان حزنه على فراقه ، ولوعته على ضياعه منه ..

فكان حزنه لله تعالى ، وكانت لوعته خوفاً على دين الله رب العالمين ..

ولذلك كان يقول لمن يعاتبه في حزنه على يوسف ( عليه السلام ) : 

( إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ).

..............

وسنكمل الكلام في منشور ثالث بإذنه تعالى ...

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار