اقتباس

السيد جعفر الحكيم دام ظله

حركة الانسان في هذا العالم ليست بلا بوصلة ولا محددة، بل انها تكتنه في ذاتها ثابتا – طالما أشرنا اليه في بحوثنا السابقة-  وهو حب الإنسان لذاته المستتبع لحبه للكمال الذي يصب في رقي ذاته، فكل حركات الانسان تتمحور حول هذا الثابت وتدور في فلكه، نعم قد يختلف الانسان عن أخيه الانسان في تشخيص مصداق الكمال، ولكنه يشترك معه في الكبرى وهي حبه لكمال ذاته، وبما انه مفقود فيسعى الى تحصيله. 

وعملية التكامل لا تتحقق الا من خلال الأفعال الاختيارية، فلا يمكن لأفعال الإنسان غير الاختيارية فضلا عن بقية الظواهر الطبيعية ان ترتقي بالإنسان في مدارج الكمال.

وكون الفعل اختياري لا يعني أنه اختياري بكل مبادئه، فهناك الكثير من المبادئ والأوليات للفعل الاختياري غير اختيارية.

ينتج في نهاية المطاف : أن التكامل والخروج من القوة إلى الفعل لا يكون بغير الاختياري إنما يمكن للاختيار أن يوظف غير الاختياري في تكامله الاختياري.

(درس علم الكلام / بحث خارج /السبت / ١٩ ذي القعدة / ١٤٣٨)