المقالات والبحوث

نـحن جميعاً مسؤولون عن حماية هذا الدين وحفظ مبادئه وأهدافه بقلم الشيخ حيدر اليعقوبي

نـحن جميعاً مسؤولون عن حماية هذا الدين وحفظ مبادئه وأهدافه بقلم الشيخ حيدر اليعقوبي
المصدر: واحة_ وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


نـحن جميعاً مسؤولون عن حماية هذا الدين وحفظ مبادئه وأهدافه بقلم الشيخ حيدر اليعقوبي
.
نتعلم من ثورة الحسين (عليه السلام ) اننا مطالبون دائماً بإحياء مذهب الحق ، وتوضيح المفاهيم الاصيلة للدين الإلهي ، وتعريف الامة بدورها ومسؤولياتها المناسبة بحسب الظروف التي تمر علينا .
فالحسين (ع) خرج ولسان حاله يقول : (إن كان دين محمد لم يستقم الا بقتلي فيا سيوف خذيني) .
وكان يردد على المسامع قائلاً :
(إني لم اخرج اشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً , وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي ، اريد ان آمر بالمعروف وانهي عن المنكر ، فمن قبلني بقبول الحق فالله اولى بالحق ، ومن رد علي هذا اصبر حتى يحكم الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين).
فنحن نتعلم من ثورة الحسين (ع) ان الامة قد تمر بحالة من السبات ، او انها تتراجع الى الوراء ، وهذا وان كان ناتجاً عن تقصيرها النوعي، الا انه بالتأكيد يضع المخلصين امام مسؤولية إيقاظ هذه الامة واحياؤها من جديد حيث يقول الله تعالى: ( ولتكن منكم امة يدعون الى الخير، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وأولئك هم المفلحون )
وهذا الإحياء انما يكون بإعادة المثل الإسلامية الطاهرة، حتى وان أدى الأمر الى تعميق هذه المثل بتضحية جسيمة، فان عمق الاثر يتناسب مع عمق المؤثر، ومن هنا نفهم سبباً آخر من الاسباب التي دعت الحسين (ع) الى ان يأخذ معه نساءَه واطفاله في ذلك السفر الخطير.
وفي الحقيقة فرغم ان الاسلام محمدي الوجود ، علوي المعالم , بإعتبار ما ورد في حديث النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي (عليه السلام ) بأنه سيقاتل على التأويل ، كما قاتلهم النبي (ص) على التنزيل ..
إلا ان هذا الدين حسيني البقاء ، فثورة الحسين (ع) وشهادته كانت دواء ضرورياً لبقاء الدين واستمراره طرياً حياً.
وفي الحقيقة فان فداء الحسين (ع) لم يكن سبباً لبقاء الدين الاسلامي فحسب، بل هو بمعنى من المعاني سبب قديم لوجود هذا الدين اصلاً ، حيث ورد في الرواية ان الله تعالى فدى النبي إسماعيل (ع) من الذبح بالحسين (ع) ، لأنه لو ذبح اسماعيل (ع) لما ولد النبي محمد (ص) ولا علي (ع) ولا فاطمة (ع)، ولما وُجد هذا الدين اصلاً، وهذا معنى آخر من معاني قول النبي (ص): (حسين مني وانا من حسين).
وعلى اية حال فان مسؤولية الفقيه و العالِم أوضح واعمق في عملية الإحياء ، اعني إحياء الأمة واصلاحها وانقاذها من الواقع الفاسد، ولذلك نسمع الامام (ع) يقول : ( وانا احق من غيَّر).
نعم يتوجب على الامة عندئذ ان لا تخذل العلماء المخلصين ، او تقصر عنهم حتى لا تتكرر مأساة كربلاء من جديد ، مهما كانت صورة المأساة الجديدة سواء كانت دموية او معنوية او فكرية او غير ذلك.
فالجميع مخاطب بإحياء الامة، وإحياء دينها، ونشر الحياة والحركة والنشاط في جسد الأمة الإسلامية وروحها.
وهذا كله من مصاديق ما ورد عن المعصومين (ع): ( أحيوا امرنا) .
فانه يعني اعادة إحياء أدوارهم وجهودهم الى الحياة ، على حسب الظروف المحيطة، وعلى حسب الامكانيات والقابليات الموجودة ..
والجميع مخاطب ومسؤول ، واذا كان هناك تخاذل أو تهاون في أي طبقة من الطبقات ، وجب التعويض وسد الثغرات ، وعدم اللهو والإنشغال بلوم المتقاعسين ، وعدم قتل الوقت والفرص بالإنتقادات الفارغة والإتهامات المتبادلة .

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار