الشعائر الحسينية إصلاح وتقوى
بقلم الشيخ فاضل المنصوري

أحببت أن أتحدث عن الشعائر الحسينية بعد ان رأيت التجاذب بالكلام والجدال والمراء وكأن قضية الحسين عليه السلام مدعاة للتفرقة والبغضاء والتشتت وأبين ذلك من خلال أمور :

1/ أن الشعائر يجب ان تصب في خدمة اهداف سيد الشهداء ولاتخرج عن هذا الإطار وهدفه هو الإصلاح في امة جده المصطفى فإذا خرجت من هذا الإطار ستكون الشعائر هدفا في حد ذاتها وفي الحقيقة هي وسيلة للتقرب من هدف الحسين عليه السلام وإحياء لمبادئه السامية وليست هدفا ومن هنا علينا ان نحلل قضية الحسين عليه السلام ونتقرب من تحقيق أهدافه السامية كما نبكي ونتعاطف
2/ يجب ان تحقق الشعائر في نفس المعزي والذي يقيم
الممارسات في العزاء التقوى لأن القرآن يقول ومن يعظم
شعائر الله فإنها من تقوى القلوب؛ فإذا لم تؤثر الشعائر
الحسينية في سلوك الإنسان وتدفعه نحو الوقار والاتزان
والورع والخوف من الله تعالى واتخاذ الرسول واهل البيت
قدوة للشخص في اقواله وافعاله فستكون هذه الشعائر
عبارة عن طقوس نؤديها ولاتحرك وجداننا وعقولنا وسلوكنا
نحو الله فتكون كما ورد كم من قائم ليس له من قيامه إلا
التعب وكم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش
قال إمامنا الحسين عليه السلام ( واسير بسيرة جدي وأبي )
3/ ان تكون موافقة لما يقوله الفقهاء حتى تكون شرعية
ومصطبغة بصبغة شرعية وإلا إذا كانت مخالفة للشريعة
ستكون مبعدة وليست مقربة للامام الحسين عليه السلام
4/ ان يتصف المعزون بالإخلاص في عزائهم لا رياء
من ناحية فقهية
اولا : ان تكون غير مشابهه لإلحان اهل الفسوق والطرب
والغناء وإلا كانت محرمة وهذا امر عرفي
ثانيا : ان لا تشتمل على الآلات الموسيقية المتعارفة عند أهل
الطرب
ثالثا : ان لا تسبب هتكا للمعصوم وإهانة له
والبعض يسأل عن حكم لفظ سين بدل حسين إذا كان
الاخوة الرواديد يقولونه فأذا عد هتكا بنظر العرف للامام فيحرم
رابعا: ان لا تسبب توهينا وضعفا للدين والاسلام وتكون مدعاة لابتعاد الناس عن قضية الحسين عليه السلام لأن
الحسين ما قام بهذه الحركة الإصلاحية إلا من اجل حفظ
الاسلام وتعاليمه وإحياء القرآن
والإمام يقول كونوا زينا لنا ولاتكونوا شينا علينا
ويقول ايضا حببوا الناس إلينا ولاتبغضوهم منا

ثم ان المجلس الذي يقام فيه العزاء يجب أن يتصف
بالوقار وانا كنصيحة اخ الى جميع اهل العزاءات وأنا خادم
ان لايقوموا بنزع ملابسهم فالمحافظة على مناخ المجلس بصورة عامة ضروري

ولاتلقوا بأنفسكم موارد التهمة
وعلى الأخوة الناصحين ان لايشنعوا ولايحقدوا
لاننا أخوة في الدين وهل الدين إلا الحب
وعذرا على كل ذلك لكن رأيت المسألة خرجت عن حدها
خصوصا السنة أحببت أن أشير إلى ذلك