المقالات والبحوث

فوائد و آثار الـمشي لزيارة الـحسين (عليه السلام ) بقلم الشيخ حيدر اليعقوبي(دام عزٍّه)

فوائد و آثار الـمشي لزيارة الـحسين (عليه السلام ) بقلم الشيخ حيدر اليعقوبي(دام عزٍّه)
المصدر: واحة_ وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


فوائد و آثار الـمشي لزيارة الـحسين (عليه السلام )/ بقلم الشيخ حيدر اليعقوبي(دام عزٍّه)

فوائد وآثار المشي لزيارة الامام الحسين (عليه السلام) كثيرة و متعددة هي الغايات والفوائد التي تترتب على زيارة الحسين (ع) مشياً على الأقدام ..
فمن هذه الفوائد والآثار ما يلي :
١ - تـحصيل الأجر والثواب ، مهما كان منشأ السير وسببه ما دام مشروعاً وفي سبيل الله عز وجل.
٢ - التحلي بالقوة والشجاعة ؛ فإن السير لمسافات طويلة في ظروف خطرة وغير آمنة ؛ يؤدي بالتأكيد الى تحصيل القوة والشجاعة أو زيادتهما.
٣ - حصول قابلية الصبر وقـوة التحمل ، فإن الزائر الـماشي يتعرض لتعب وجوع وعطش، ويتعرض لضغوط نفسية كثيرة من هذا القبيل تواجهه في الطريق ، فإذا تغلب عليها وسيطر على أحاسيسه ومشاعره ، فهذه نعمة عظيمة , بفضل زيارة الحسين (ع).
٤ - الإحساس بروح الكرامة والعزة ، وتذوق طعم المجاهدة في سبيل الله عز وجل ، فإن مثل هذه الاحاسيس تظهر بوضوح عند الزائر الذي يقطع الفيافي والـمسافات الطويلة مشياً على أقدامه ، فإنه يحس فعلاً انه في وسط المعركة بين الحق والباطل، ويتذكر كلمات الإمام الحسين (ع) حينما كان يقول :
(ألا وإن الدعيّ بن الدعي قد ركزَ بين اثنتين ؛ بين السلَّةِ والذِلة ، وهيهات منا الذلة ، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والـمؤمنون ، وحجورٌ طابت ونفوس أبية ، من أن نؤثرَ طاعة اللئام على مصارع الكرام)..
وكذلك يتذكر قوله (ع) :
(صبراً بني الكرام، فما الموت إلا قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضراء الى الـجنان الواسعة والنعيم).
وفي زيارة الحسين (ع) : ( لا ذليل والله مُعزّك , ولا مغلوب والله ناصرك ) .
٥ - المشي لزيارة الحسين (ع) يرافقه في بعض الأحيان والظروف خوف وحذر نتيجة وجود بعض المخاطر ، ولو في بعض الأماكن التي يوجد فيها من لا يؤمن شره و لايطمئن الى بوائقه ، أو حتى لوجود عوارض بيئية كشدة المطر أو البرد أو الحر ..
وقد ورد في عدة أحاديث أن من زار الحسين(ع) خائفاً حذراً (يؤمنه الله يوم الفزع الأكبر، وتلقاه الملائكة بالبشارة، ويقال له لاتـخف ولاتـحزن هذا يومك الذي فيه فوزك).
وفي رواية عن الصادق(ع): (من خاف لـخوفنا أظله الله في ظل عرشه، وكان يـحدثه الحسين(ع) تحت العرش، وآمنه الله من أفزاع يوم القيامة).
٦ - من فوائد الزيارة الراجلة ، خصوصاً إذا كانت الـحشود كبيرة ، أنها تظهر قوة الشيعة الذين هم أهل الحق ، وصلابتهم وهيبتهم ، فهي مظاهرة إعلامية ذات تأثير واسع وفعال بإذن الله عزوجل.
ولذلك نقول في زيارة الإمام الحسين (ع) :
(أشهد أنك قُتلت ولم تـمت , بل برجاء حياتك حـيـيت قلوب شيعتك , وبضياء نورك إهتدى الطالبـون إليك ) .
٧ - تعتبر هذه الـمسيرة السائرة مشياً على الأقدام نحو كربلاء ، رسالة سلام ومحبة وإنسانية الى العالم أجمع ، فهؤلاء الزوار يمثلون عدالة السماء ، حيث ينتصر المظلوم على الظالم، وتأتي هذه الـحشود رجالاً ونساء وأطفالاً لتقول : أننا مع الـمظلوم ، وأننا ضد الظالم، وأيدينا تصافح كل من أراد السير على هذه الـمبادىء والقيم المقدسة.
وهكذا فإن الغايات كثيرة ، والآثار متعددة ، من قبيل تحصيل صفة التضحية والفداء ؛ وتحصيل روح التلاحم والأخوة في هذا الطريق الحسيني ، والتعرف الى وجوه صالـحة جديدة ، وغير ذلك مما لا يخطر في البال الآن .
ولنختم كلامنا بهذا الحديث الشريف ،
فقد روي بأسناد معتبر عن الثقة الجليل معاوية بن وهب البجلي الكوفي انه قال (دخلت على الصادق صلوات الله وسلامه عليه وهو في مصلاه فجلستُ حتى قضى صلاته فسمعته يناجي ربه ويقول:
يا من خصّنا بالكرامة، وخصنا بالوصية، ووعدنا الشفاعة، وأعطانا علم ما مضى و ما بقي، وجعل أفئدةً من الناس تهوي إلينا، إغفر لي ولإخواني ولزوار قبر ابي الحسين صلوات الله عليه الذين أنفقوا أموالهم، وأشخصوا أبدانهم، رغبة في بِرّنا، ورجاءً لما عندك في صلتنا، وسروراً أدخلوه على نبيك صلواتك عليه وآله ، وإجابةً منهم لأمرنا ، وغيظاً أدخلوه على عدونا، أرادوا بذلك رضاك ، فكافئهم عنا بالرضوان، واكلأهم بالليل والنهار، واخلف على أهاليهم وأولادهم الذين خلّفوا بأحسن الخلف، واصحبهم واكفهم شر كل جبارعنيد، وكل ضعيف من خلقك أو شديد، وشر شياطين الجن والإنس، وأعطهم أفضل ماأملوا منك في غربتهم عن أوطانهم ، وماآثرونا به على أبنائهم وأهاليهم وقراباتهم..
اللهم إن أعداءنا عابوا عليهم خروجهم ، فلم ينههم ذلك عن الشخوص إلينا، خلافاً منهم على من خالفنا ..
فارحم تلك الوجوه التي قد غيرتها الشمس، وارحم تلك الخدود التي تقلبت على حفرة أبي عبدالله(ع) ، وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا، وارحم الصرخة التي كانت لنا ، اللهم إني أستودعك تلك الأنفس ، وتلك الأبدان ، حتى توافيهم على الـحوض يوم العطش).

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار