المقالات والبحوث

حرمة التقليد الأعمى - بقلم الشيخ عباس الناصري

حرمة التقليد الأعمى - بقلم الشيخ عباس الناصري
المصدر: واحة_ وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

 

حرمة التقليد الأعمى

وردت مجموعة من الآيات والروايات تدل على حرمة التقليد الأعمى، بمعنى اتباع الغير من دون دليل معتبر، فمن الآيات قوله تعالى: ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ))١.
ومن الروايات ما ورد عن أئمة الهدى عليهم السلام، ومنه: ما فسروا به قوله تعالى: ((اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)) ٢.
حيث بين الأئمة عليهم السلام المراد من الاتخاذ والاتباع في الاية، فعن أبي بصير عن أبي عبدالله ع انه قال: أما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم ولو دعوهم ما اجابوهم ولكن احلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا فعبدوهم من حيث لايشعرون))٣.
ومن الواضح جدا ان هذه الرواية تنطبق على كل اتخاذ واتباع اعمى، بحيث لا يعتمد الإنسان فيه على اهل الاختصاص والدليل المعتبر، ومنه اتباع الحركات المشبوهة التي تحارب وتطعن في طريقة المراجع والعلماء بدون دليل الا التدليس والمغالطات، ممن يطلبون من البسطاء اتباعهم من دون أن يكون لديهم أدنى علم بقواعد الاستدلال الشرعي المعتبر، ولقد رأينا بعضهم يفتي من عند نفسه بفتاوى ما انزل الله بها من سلطان، واذا سئل وضاقت به السبل تراه يرجع إلى فتاوى العلماء وينقلها للاخرين، ليعيش بذلك اوضح حالات النفاق والمغالطة والتدليس المتعمد.
ان وجود حركات باطلة من هذا القبيل، تنتقد اتباع العلماء، وتوجه الناس إلى أتباعهم هم بحجج واهية وكاذبة، ومن أبرزها انهم يتصلون بالامام الحجة المنتظر عج - وأنى لهم ذلك - لهو من أشد الاخطار التي تتوجه إلى بسطاء الناس، لأنهم لا يملكون نصيبا من الوعي والمعرفة، لكنها لا ينبغي أن تنطلي على الواعين من أبناء الأمة الاسلامية.
أيها الاخوة والاخوات: عرف مذهبنا الحق بانه مذهب الدليل والحجة الشرعية، فلا يجوز لنا ابدا اتباع أصحاب الحركات المشبوهه، والتي تقف وراءها جهات معلومة الفساد والانحراف.
إننا نعتمد ونتبع اليوم وغدا - وإلى ان يظهر الامام المهدي عج - المنهج العلمي للعلماء الاعلام، ممن لا يعتمدون الا الدليل الشرعي المرضي عند الله تعالى، فليس من الصحيح استبدال هذا الخط الشرعي بأناس لا يعرف لهم أساس شرعي مستقيم، بل يتبعون أهواءهم وشياطينهم الإنسية، التي تستهزأ بهم وبعقولهم.
كما ادعو الاحبة المغرر بهم ممن تأثروا بهذه الحركات المشبوهة والباطلة إلى أن يعودوا إلى الدليل الشرعي والمنهج الذي رسمه لنا اهل البيت عليهم السلام، من خلال اتباع العلم والعلماء، وترك الجهلاء الذين لا يعرفون أبسط الأحكام الشرعية.
اللهم اني قد بلغت
اللهم اني قد بلغت
اللهم اني قد بلغت
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل محمد الطاهرين.
عباس الناصري
١٤ صفر الخير ١٤٣٩ هج
.....................
(١) البقرة: ١٧٠.
(٢) التوبة: ٣١.
(٣) الكافي ج١باب التقليد/ ص ٣٧.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار