المقالات والبحوث

هل تعرف حقوق العلماء؟

هل تعرف حقوق العلماء؟
المصدر: واحة_ وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


هل تعرف حقوق العلماء؟

ان للعلماء منزلة رفيعة وفضل عظيم ولا بد لنا من أن نعرف بعض حقوقهم علينا فهم أهل الفضل بأن التزمنا على أيديهم وعرفنا العقائد والأخلاق من خلال دروسهم ومؤلفاتهم ومقالاتهم فما هي تلك الحقوق:

1- مجالستهم‏
فقد ورد في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من مؤمن يقع ساعة عند العالم إلا ناداه ربه (عزَّ وجلّ) جلست إلى حبيبي وعزتي وجلالي لأسكننك الجنة معه ولا أبالي

وفي حديث آخر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من استقبل العلماء فقد استقبلني، ومن زار العلماء فقد زارني، ومن جالس العلماء فقد جالسني، ومن جالسني فكأنما جالس ربي".

وهذا الفضل في مجالستهم لما ذكرناه من أن اللقاء بالعالم يذكر الإنسان بربه ويذكره بالآخرة ويؤثر على سلوكه في المجتمع بشكل لا إرادي يقول الشهيد مرتضى مطهري الذي كان يحضر الدرس الأخلاقي للسيد الخميني رحمهم الله يوم الأربعاء كل أسبوع في مدينة قم المقدسة: "أن مواعظ السيد الخميني رحمهم الله كانت تؤثر عليه من أربعاء لأربعاء وتعبؤه أخلاقياً فيظل متأثراً بكلامه حتى الأربعاء القادم".

وقد جاء في وصية لقمان الحكيم لابنه: "يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فإن الله يحي القلوب بنور الحكمة كما يحي الأرض بوابل السماء".

2- تكريمهم وإعظامهم‏
لا يختلف اثنان على أن من أفضل عليك لا بد وأن تقابله المعروف بالحسنى قال الله تعالى: ﴿هّلً جّزّاءٍ الإحًسّان إلاَّ الإحًسّانٍ﴾(الرحمن:60).

فالواجب علينا أن نكرم العلماء لما أمرتنا به الأحاديث الشريفة ولما يمليه علينا حكم العقل.

فعن الإمام السجاد عليه السلام: "وأما حق سائسك بالعلم التعظيم له".

وعنه عليه السلام: "من وقر عالما فقد وقر ربه".

وقد يكون العالم إمامك في الصلاة فله عليك حق الشكر أيضاً.

وقد ذكره الإمام السجاد عليه السلام في رسالة الحقوق حيث قال: "وأما حق إمامك في صلاتك فأن تعلم أنه يقلد السفارة فيما بينك وبين ربك (عزَّ وجلّ) وتكلم عنك ولم تتكلم عنه، ودعا لك ولم تدع له وكفاك هول المقام بين يدي الله (عزَّ وجلّ) فإن كان نقص كان عليه دونك وإن كان تماما كنت شريكه ولم يكن له عليك فضل فوقى نفسك بنفسه وصلاتك بصلاته فتشكر له على قدر ذلك".

3- تخصيصهم بالتحية
لتخصيص شخص بأمر معين إشعار لك منه باهتمام خاص ورعاية فريدة وهو من اللياقات الاجتماعية المعروفة ولذا أمرنا الله (عزَّ وجلّ) أن نخصص العالم بتحية خاصة به دون الآخرين فعن أمير المؤمنين عليه السلام: "من حق العالم عليك أن تسلم على القوم عامة وتخصه دونهم بالتحية".

4- حسن الإصغاء إليهم‏
ولحسن الاستماع للعالم فوائد جمة منها أن السامع يستوعب كل ما يقوله العالم ومنها أنه لا يتعرض لوقع الشبهات فيما سمعه ومنها أنه لا تفوته بعض المطالب التي يذكرها فيأخذ الكلام مجتزأ ومفتتا أو مبعثراً، على أنه ليس من الأدب الكلام حين كلام العالم واللهو ببعض الأمور التي تشعره بعدم مبالاة المستمع لوعظه.

لذا ورد من حقوقه في الحديث الشريف: "وحسن الاستماع إليه، والإقبال عليه، والمعونة له على نفسك فيما لا غنى بك عنه من العلم بأن تفرغ له عقلك وتحضر فهمك".

5- الحزن على فقدهم‏
حقيق بالمرء أن يحزن لفراق من يحب، وحقيق به أيضا أن يحزن لفراق العلماء فهم بمنزلة الأب الروحي للإنسان المؤمن وقد وردت الأحاديث الكثيرة التي تصف لنا مدى تأثير فقد العالم على الناس ففي الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "موت العالم مصيبة لا تجبر وثلمة لا تسد وهو نجم طمس وموت قبيلة أيسر من موت عالم".

6- عدم التخلي عنهم‏
إن عدم حضور مجالسهم ودروسهم هو بمثابة التخلي عنهم وذلك مما يوجب بعد الإنسان عن الله (عزَّ وجلّ).

فقد ورد في دعاء أبي حمزة الثمالي عن الإمام زين العابدين عليه السلام: "أو لعلك فقدتني من مجالس العلماء فخذلتني".

والخذلان من الله (عزَّ وجلّ) هو عدم التوفيق للطاعة أو فقدان الإقبال عليها.

وقد ورد عن النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "سيأتي زمان على الناس يفرون من العلماء كما يفر الغنم من الذئب ابتلاهم الله تعالى بثلاثة أشياء

الأول: يرفع البركة من أموالهم.

والثاني:سلط الله عليهم سلطاناً جائرا.

والثالث:يخرجون من الدنيا بلا إيمان".

نسأل الله أن لا يخذلنا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وأن يوفقنا للاستماع لوعظ العلماء وهديهم فهم الأمناء على ديننا.

7- عدم انتهاك مجالسهم‏
ومن حق العالم علينا أن لا نتصرف في مجلسه بالتصرفات غير اللائقة كالتهامس والضحك غير المبرر والمقاطعة لحديثه ورد الأجوبة بالنيابة عنه والتغامز للتعليق على بعض عباراته... فضلاً عن أمور أخرى قد تؤدي إلى ارتكاب المحرمات.

وقد شملت وصية الإمام زين العابدين‏ عليه السلام هذه الأمور:"رفع الصوت عليهم وسبقهم بالجواب إذا سألهم أحد من الناس والإلحاح، والمحادثة مع غيرهم، رغم حضورهم، والغيبة عندهم، والإشارة باليد والغمز بالعين، وا

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار