المقالات والبحوث

السر في كثرة ، وتنوّع الأدعية ، والأعمال المستحبة، فضيلة الشيّخ ميثم الفريجي

السر في كثرة ، وتنوّع الأدعية ، والأعمال المستحبة، فضيلة الشيّخ ميثم الفريجي
المصدر: واحة _ وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


السر في كثرة ، وتنوّع الأدعية ، والأعمال المستحبة، فضيلة الشيّخ ميثم الفريجي

المتأمل في كتب الادعية ، والأعمال المستحبة يجد أنَّنا أمام ثروة عبادية ، وتربوية ، وفكرية ، وروحية هائلة تمثَّلت في غزارة روايات أهل البيت عليهم السلام في هذا المجالات ، فهناك المئات من الادعية ، والأعمال الخاصة ، والعامة ، وبالخصوص في الأشهر الثلاثة المباركة : رجب ، وشعبان ، وشهر رمضان .

ولا شك ان لذلك فلسفته ،
وحكمته التي ارادها الله تبارك وتعالى مصلحةً للعباد ، ومع ذلك فقد يقع السؤال من البعض ، عن السر في هذه الأدعية ، والأعمال التي قد لا يستوعبها اليوم الواحد مع أنَّها معدّة ليوم واحد فتجدها لا تستوعب في 24 ساعة فحسب .
فما هو السر في ذلك ؟
اقول :
يكفي أن نجيب : بأن الله تعالى خالق ، ومدبّر ، وحكيم ، وعالم بما يصلح عباده ، وقد أقتضحت حكمته أن يجعل لهم هذا المقدار من الأدعية ، والأعمال تشريعاً مستحباً ليزدادوا فيه كمالاً ، ويعوّضوا ما يعرض على عباداتهم الواجبة من النقص ، والوهن .
ولكن يمكن ان نزيد على شكل أطروحة مقبولة جوابين آخرين :

الاول / ليفتح لعباده باب الاختيار فيما يناسب كل فرد منهم من الادعية ، والأعمال ، والأذكار ، والأوراد بحسب ما يتلائم مع ظرفه ، وصحته ، ووقته ، وميوله ، وإقبال قلبه ، وأدباره ، ورغبته .

لذا ذكر شيخنا البهائي ( قدس) في كتابه القيّم ( مفتاح الفلاح ) ، وهو يتحدّث عن كثرة تعقيبات الصلوات ، وخصوصا صلاة الصبح ما نصه : (( وأعلم أيضاً أنَّ ما ذكرناه من التعقيب مأخوذ من روايات عديدة ، وليس مجتمعاً في رواية واحدة فلك أن تقتصر على البعض اذا لم يتّسع وقتك للكل ، واذا وجدت من نفسك كلالاً ( مللاً أو تعباً ) فأقطعه ، ولا تكلّف نفسك إكمال العمل من دون ميلها إليه وإقبالها عليه ، فإن التوجه ، والإقبال روح العبادة والدعاء ))

الثاني / كثرة الأعمال المستحبة تتيح لمن يريد ان يلتزم بها أن يختار بمعنى ان يتربى تربية قائمة على الاختيار ، ولا يخفى دور الإختيار ، وأهميته في عملية التربية ، والتكامل لدى الفرد المؤمن ، فلا يمكن ان يحمل قسراً على المستحبات ، ومكارم الاخلاق ، بل لابد من قناعته بها
ولمَّا كانت طباع الناس ، و مزاجاتهم تختلف من فرد الى آخر ، وحالة الى اُخرى برزت أهمية تعدُّد ، وتنوّع الأدعية ، والأعمال المستحبة لتملأ ، وتغطي مساحات من وقت الانسان ، وحياته على مدار السنة ، فكانت نقطة إيجابية في وجوده ، وكماله.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار