المقالات والبحوث

الإمام الشهید السید محمد باقر الصدر

 الإمام الشهید السید محمد باقر الصدر
المصدر: واحة _ وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


 الإمام الشهید السید محمد باقر الصدر:

من أين تبدأ الدعوة الإسلاميّة بإحداث مدّها للتغيير الجذري الشامل في حياة الامّة؟ وما هي العمليّة الأساسيّة في هذا المدّ؟!
.. أمّا الإسلام، فيجيب على هذا السؤال جواباً واضحاً محدّداً مرتكزاً على نظرته العامّة عن التاريخ الإنساني والمجتمع، التي أوضحها اللَّه تعالى في قوله: «إِنّ اللهَ لَا يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتى يُغَيّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ» [الرعد: ١١] فإنّ هذه الآية الكريمة تشير إلى أنّ التغيير الاجتماعي للبشريّة إنّما يتحقّق عن طريق تغيير ما بالنفوس البشريّة، أي بتغيير المحتوى الداخلي للإنسان من أفكار ومشاعر.
فالكيان الفكري والروحي للإنسانيّة هو العامل الرئيسي في البناء والتجديد في تاريخ المجتمعات .. وهذا بالضبط سرّ الانقلاب الكبير الذي أحدثه الإسلام في الامّة، التي لم يكن لها نصيب من السياسة ولا وجود في المجال الدولي، ولم تكن تعرف للحياة معنى غير التفاخر والتغالب، حتّى أ نّها كانت لتضيق بفكرة الوحدة القوميّة لشدّة تحكّم الروح القبليّة في نفوسها. وإذا بهذه الامّة بالذات تصبح سيّدة امم الأرض، ومالكة الزمام في الموقف الدولي، والمبشّرة المثاليّة برسالة عالميّة لا تعترف بالحدود القوميّة، فضلًا عن الحدود القبليّة. وقد تمّ كلّ هذا الانقلاب في فترة قصيرة لم يتغيّر فيها شي‏ء من الظروف الماديّة، ولم يكن سببه إلّاإحداث التغيير في المحتوى الداخلي الفكري والشعوري للُامّة. وهذا التغيير هو الذي يعبّر عنه اللَّه تعالى بالتزكية والتعليم في قوله: «لَقَدْ مَنّ اللهُ عَلى الْمُؤْمِنينَ إِذْ بَعَثَ فيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءَايَاتِهِ وَ يُزَکّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْکتَابَ وَ الْحِکمَةَ وَ إِن کاَنُواْ مِن قَبْلُ لَفي ضَلَالٍ مّبينٍ» [آل‌عمران: ١٦٤].

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار